للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو بكر البرديجي: وأما حديث حميد فلا يحتج منه إلا بما قال حدثنا أنس.

وقال الحافظ أبو سعيد العلائي: فعلى تقدير أن تكون أحاديث حميد عن أنس مدلسة فقد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة محتج به (١).

قلت: ورواية عيسى بن عامر المتقدمة أن حميدا إنما سمع من أنس خمسة أحاديث قول باطل، فقد صرح حميد بسماعه من أنس بشيء كثير، وفي صحيح البخاري من ذلك جملة، وعيسى بن عامر ما عرفته (٢)، وحكاية سفيان عن دُرُست ليست بشيء، فإن دُرُست هالك (٣)، وأما ترك زائدة حديثه فذاك لأمر آخر لدخوله في شيء من أمور الخلفاء (٤).

قرأت بخط الذهبي: أجمعوا على الاحتجاج بحميد إذا قال: سمعت (٥).


(١) "جامع التحصيل" (ص ١٦٨).
(٢) لم أجد له ترجمة.
(٣) هو دُرُست هذا هو ابن زياد القزاز، أبو الحسن القشيري البصري، روى عن: حميد الطويل ويزيد الرقاشي، وعنه: مسدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي.
قال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم حديثه ليس بالقائم، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن حبان: وكان منكر الحديث جدًّا، يروي عن مطر وغيره أشياء يتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج بخبره. ("الجرح والتعديل" ٣/ ٤٣٧)، "المجروحين" لابن حبان (١/ ٣٥٩).
(٤) قال الذهبي في "الميزان" (١/ ٦١٠): وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث حميد الطويل.
قلت (أي: الذهبي): إنما طرحه للبسه سواد الخلفاء وزي أعوانهم. فعن مكي بن إبراهيم، قال: مررت بحميد وعليه ثياب سود، فقال لي أخي: ألا تسمع منه! فقلت: أأسمع من الشرطي.
(٥) "ميزان الاعتدال" (١/ ٦١٠).