للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذلك لظهور سماعِه "سُنن ابن ماجه على الحَجَّار، إلّا أنّ أَجَلَه كان أسبق، حيث بلغته وفاتُه وهو بالرّملة، فعرّج عن القدس إلى دمشق، ولم يدخل بيت المقدس إلّا بعد انتهاء أربه من دمشق؛ لكونها بعد وفاة ابن العلائي أهمّ.

وكانت إقامته بدمشق مائة يوم ومسموعه في تلك المدّة نحو ألف جزء حديثيّ، ومن الكتب الكبار: "المعجم الأوسط للطبرانيّ، و "معرفة الصحابة" لابن مَنْده، وأكثر "مُسْند أبي يعلى"، وغير ذلك.

وكان الله قد عزم وهو بدمشق على التوجُّه إلى حلب ليأخذ بها عن خاتمة المسنِدين عُمر بن أبيدغمش النصيبيّ الحلبيّ (ت ٨٠١ هـ)، فبلغته وفاتُه، فتخلّف عن قصدها، ثمّ يسّر الله ﷿ له بعد دهرٍ - وذلك في سنة ستٍّ وثلاثين وثمانمائة (٨٣٦ هـ) - السفر إلى حلب؛ حينما توجّه السلطانُ الأشرف برسباي إلى آمد لدفع أذى التركمان الذين تغلّبوا على بلاد آمد وماردين وغيرها بعد اللَّنكية (١)؛ لما كثر من إفسادهم ونهب أموال الرَّعايا، وقطع الطرق على القوافل، وغير ذلك ممّا اشتهر.

ولما أشرف صاحبُ الترجمة مع رفاقه على حلب تلقّاهم أهلُها بالترحيب، وكان من جملتهم: العلّامة محب الدين محمد بن محمد بن محمد الحنفيّ المعروف بابن الشِّحْنة (ت ٨١٥ هـ)، فسلّم عليه وهنَّأه بالسلامة، وسأله صاحبُ الترجمة عن الشيخ الحافظ محدِّث البلاد الحلبية برهان الدين سبط ابن العجمي (٢)، فذكر له أنه بخيرٍ، فقال له: (لم أشدَّ الرَّحل، ولا استبحتُ القَصْر؛ إلّا لِلُقيه).


(١) نسبة إلى تيمورلنك بن طرغاي الحفظاي الأعرج؛ زعيم ابتدأ ملكه لما انقرضت دولة بني جنكيز خان وكان طاغيةً سفَّاحًا؛ يقتل المسلمين، ويترك الكافرين. انظر ترجمتَه في: "الضوء اللامع" (٤٦/ ٣ - ٥٠)
(٢) هو برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسيّ ثم الحلبي، سبط ابن العجمي،

<<  <  ج: ص:  >  >>