للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابنُ عدي: أخطأ البَغَوي في هذا، وكيف يحكم بأنه هو، وعلي بن الجَعْد يقول: العبَّادانيُّ، وسعيد بن زَرْبي بصري (١)، ثم أخرج عدَّة أحاديث لسعيد بن زَرْبي، كُنِّي فيها أبا عُبَيدة.

وليسَ ما جَزَم به من خطأ البغوي في ذلك بلازم، والله أعلم. (نعم جَزَم ابن مَعِين في رواية إبراهيم بن الجُنَيد؛ بأن سعيد بن زَرْبي غير أبي عاصم العبَّاداني.


(١) "الكامل" (٤/ ٣١٣ - ٣١٧) وقال فيه: "وهذه الأحاديث التي قال لنا منها البغوي: أن أبا مُعَاوية هو العبَّاداني، هو سعيد بن زَرْبي؛ لأن هذه الأحاديث رواها سعيد بن زَرْبي فحكم بذلك؛ لأن سعيدا قد رواها، وكيف يحكم وعلي بن الجعد يقول: أخبرني أبو معاوية العبَّاداني، وسعيد بن زَرْبي بصري؟ وأخطأ البخاري والبغوي جميعا حيث كنياه بأبي معاوية وإنما أبو عبيدة". ثمَّ قال بعد أن ساق أحاديث: "وما قاله البخاري أنه يُكنى أبا معاوية البصري فقد أخطأ إلا أنه مع خطئه أعذر من البَغَوي؛ لأن البغوي ذكر في أحاديثه: أبو معاوية العبَّاداني، وسعيد بن زربي ليس بعبَّاداني، فأخطأ البغوي في ذلك أيضًا، وكنيته أبو عُبَيدة كما ذكرناه".
لعل ابن عدي رحمه الله تعالى اعتمد في هذا الجزم على أن عبَّادان والبصرة بلدتين مختلفتين، وفيه نظر؛ لأن عبَّادان ناحية من البصرة. قال السَّمعاني في "الأنساب" (٨/ ٣٣٥): هذه النِّسبة إلى عبَّادان وهي بُلَيدة بنواحي البصرة .... ، وكان يسكنها جماعة من العلماء والزُّهاد للعبادة والخلوة.
وقال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (٤/ ٧٤): "والعبّاد: الرجل الكثير العبادة، وأمَّا إلحاق الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها، إنهم إذا سموا موضعا أو نسبوه إلى رجل أو صفة، يزيدون في آخره ألفًا ونونًا، كقولهم في قرية عندهم منسوبة إلى زياد بن أبيه زيادان، وأخرى إلى بلال بن أبي بردة بلالان، وهذا الموضع فيه قوم مقيمون للعبادة والانقطاع، وكانوا قديما في وجه ثغر، يسمّى الموضع بذلك، والله أعلم، وهو تحت البصرة قرب البحر الملح". وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٣٩) في ترجمة أبي عاصم العبَّاداني: "يعدُّ في البصريين".