لعل ابن عدي رحمه الله تعالى اعتمد في هذا الجزم على أن عبَّادان والبصرة بلدتين مختلفتين، وفيه نظر؛ لأن عبَّادان ناحية من البصرة. قال السَّمعاني في "الأنساب" (٨/ ٣٣٥): هذه النِّسبة إلى عبَّادان وهي بُلَيدة بنواحي البصرة .... ، وكان يسكنها جماعة من العلماء والزُّهاد للعبادة والخلوة. وقال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (٤/ ٧٤): "والعبّاد: الرجل الكثير العبادة، وأمَّا إلحاق الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها، إنهم إذا سموا موضعا أو نسبوه إلى رجل أو صفة، يزيدون في آخره ألفًا ونونًا، كقولهم في قرية عندهم منسوبة إلى زياد بن أبيه زيادان، وأخرى إلى بلال بن أبي بردة بلالان، وهذا الموضع فيه قوم مقيمون للعبادة والانقطاع، وكانوا قديما في وجه ثغر، يسمّى الموضع بذلك، والله أعلم، وهو تحت البصرة قرب البحر الملح". وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٣٩) في ترجمة أبي عاصم العبَّاداني: "يعدُّ في البصريين".