للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الخطيب: كان أبو داود قد سكن البصرة، وقَدِم بغداد غير مرَّة، وروى كتابَه في السُّنن بها، ويقال: إنه صنَّفه قديما وعَرَضَه على أحمد (١).

قال الآجُرِّيُّ: سمعته يقول: ولدتُ سنة اثنتين ومئتين (٢)، وصليتُ على عفَّان ببغداد سنة عشرين، وسمعتُ من أبي عُمَر الضَّرير مجلسًا واحدًا، ودخلتُ البصرة وهم يقولون: مات أمس عُثمان المُؤَذِّن، وسمعتُ من سَعْدَويه مجلسًا واحدًا، ومن عاصم بن عليٍّ مجلسًا واحدًا، وتبعتُ عُمَر بن حَفْص إلى منزله ولم أسمع منه شيئًا، قال: والسَّماع رِزْق (٣).

قال الآجُرِّيُّ: ولم يكن يُحدِّث عن ابن الحِمَّانيِّ، ولا عن سُوَيد، ولا عن ابن كاسب، ولا عن ابن حُمَيد، ولا عن ابن وَكِيع (٤).

وقال أبو بكر الخَلَّال: أبو داود الإمام المُقَدَّم في زمانه، رَجُل لم يَسْبِقُه إلى معرفته بتخريج العُلوم وبَصَرِه بمواضعه أحد في زمانه رجل ورع مقدَّمٌ، سَمِع أحمد بن حنبل منه حديثًا واحدًا (٥)، كان أبو داود يذكرُه، وكان إبراهيم الأصبهانيُّ، وأبو بكر بن صَدَقة، لعلَّه وغيرُهما يرفعون (٦) من قَدْرِه (٧).

وقال أحمد بن محمَّد بن ياسين الهَرَوِيُّ: كان أحد حفَّاظِ الإسلام


(١) "تاريخ مدينة السلام" (١٠/ ٧٦).
(٢) في (م): "ولدت سنة ٢٨٢".
(٣) "سؤالات الآجري" عنه (ص ٢٨٦ - ٢٨٧) وفيه: والحديث رزق.
(٤) المصدر السابق (ص ٢٨٧).
(٥) في حاشية (م): "هو حديثُه محمَّد بن عمرو الرَّازي، عن عبد الرَّحمن بن قيس، عن حمَّاد بن سَلَمة، عن أبي العُشَراء، عن أبيه: أن النبي سئل عن العتيرة فحسنها".
(٦) "يرفعون" عليها ضبة في الأصل، وفي (م)، و (ب).
(٧) "تاريخ مدينة السلام" (١٠/ ٧٩).