للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعند أبي داود والترمذي (١) حديثٌ في الاستعاذة من الهرم والتَّرَدي وغير ذلك (٢).

قلت: صَوَّب الحافظ أبو عبد الله الذهبي فيما قرأتُ بخطِّهِ تفرقة النَّسَائِي بينهما، وأَنَّهما كبيرٌ وصغير؛ فالكبير روى عن: أبي اليَسر كعب بن عمرو، وروى عنه: محمد بن عجلان، والصغير روى عن: أبي السائب، وروى عنه: مالك، والله أعلم (٣).


= "صحيحه"، رقم: (٥٩٠٠)، وأبو داود في "السنن"، رقم: (٥٢٥٩)، والترمذي في "الجامع"، رقم: (١٤٨٤)، والنسائي في "الكبرى"، رقم: (٨٨٢٠)، ورقم (١٠٧٣٩ وما بعده).
(١) كذا في الأصل و (م)، والذي في "تهذيب الكمال" عزو الحديث إلى أبي داود والنسائي، ولم يذكر الترمذي، وهو الأقرب، وقد بحثت عن الحديث في "الجامع" للترمذي فلم أظفر به، ووجدته في "السنن الكبرى" للنسائي، وسيأتي.
(٢) "سنن أبي داود"، رقم (١٥٥٤) و (١٥٥٥)، و "السنن الكبرى" للنسائي، رقم (٧٩١٧ وما بعده)،
(٣) "تذهيب التهذيب" (٤/ ٣٦٤)، وليس فيه أنَّ الكبير روى عنه ابنُ عجلان، بل نصُّ كلامه: (فالكبير روى عن أبي اليسر، قال غندر: ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، ثنا صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبي اليسر في التعويذات. . .).
وصوب التفريق بينهما كذلك من المتقدمين ابنُ أبي حاتم في كتابه: "بيان خطأ البخاري" (ص ٥١) فبعد أن ساق كلام البخاري قال: (وهو غيرُ الأول عندنا، سمعت أبي يقول: صَيْفي مولى أفلح لا أعرفُهُ، وأمَّا الذي روى عنه عبد الله بن سعيد فإنما هو كما قال أبو زرعة: عبد الله، عن جده، عن صيفي، عن أبي اليسر)، ففرَّق بين من روى عن أبي اليسر، وبين مولى ابن أفلح الذي يروي عن أبي السائب.
وممن قواه أيضًا الحافظ مغلطاي في "الإكمال" (٧/ ١١) فبعد أن ذكر قول الذهبي في المتقدم دون أن يسميه، أتْبَعَهُ بقولِهِ: (وكأَنَّه أَشبه).
وممَّا تقدم يتبينُ أنَّ من فرَّق بينهما كابن أبي حاتم والذهبي جعل الكبير: صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري ، وهذا يروي عن أبي اليسر ، ويروي عنه عبد بن =