للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلتُ: ووَثَّقَه مسلمةُ (١).

وفي "الكُنى" (٢) لأبي أحمد الحاكم ما يدلُّ على أنّ الوَرْتَنِّيس لقبُ إبراهيم.

وذَكَرَه ابنُ حبّان في "الثّقاتِ" (٣)، فقال: أحمد بن يوسف بن يزيد بن إبراهيم، أبو الحسن (٤)، الحرّانيّ، مولى بني أُميّة، وهو الذي يُقال له: أحمد بن الوَرْتَنِّيس، روى عنه يعقوبُ بنُ سفيان، وأهلُ الجزيرة، يُغرب.

وسُئل أبو حاتم (٥) عن حديثٍ رواه هذا، عن فُليح، عن المقبري، عن أبي هريرة أنّ النّبيَّ مَرَّ ببقعةٍ بين البقيعِ والمناصعِ، فقال: "نِعْم موضع الحَمَّام هذا"، فاتُّخذ حَمَّامًا (٦) - فقال: هذا حديثٌ باطلٌ.


(١) انظر: "إكمال تهذيب الكمال" (١/ ١٥٣).
(٢) قال أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكُنى" (٣/ ٣٣٧): (أبو الحسن أحمد بن يزيد بن الوَرْتَنِّيس الحرّانيّ، ويُقال: اسمُ الوَرْتَنِّيس إبراهيم).
(٣) (٨/ ٧ - ٨).
(٤) كذا في الأصل و (م) و (ش)، وفي (ب): "أبو الحسين"
(٥) "العِلَل" (٦/ ٢٠٨ - ٢٠٩) لابن أبي حاتم.
(٦) أخرجه أبو الشيخ الأصبهانيّ في "طبقات الحدّثين بأصبهان" (٢/ ٣١٩)، وعنه: أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (١/ ٢٧٦)؛ من طريق أحمد بن يزيد الحرّانيّ، عن فليح بن سليمان، به.
وهو حديثٌ لا أصل له؛ قال أبو حاتم -كما في "العِلَل" (٦/ ٢٠٩) لابنِه-: (هذا حديثٌ باطلٌ، وليس له أصل، والوَرْتَنِّيسي أدركتُه، وكان ضعيفَ الحديث) اهـ.
والحمْلُ في هذا الحديث على أحمد الحرّانيّ -كما يُشير إليه كلامُ أبي حاتم-، أو شيخِه فليح؛ فقد تكلّم فيهما النُّقّاد، وذكروا أنّهما يُغرِبان، قال ابن عدي في "الكامل" (٧/ ١٤٤ - ترجمة فُليح): (يَروي عن سائر الشيوخ من أهل "المدينة" أحاديث مستقيمةً وغرائب).
وهذا من غرائب حديثِه عن أهل المدينة، وسعيدٌ المقبري -شيخُ فُليحٍ في هذا الحديث- مدنيٌّ، وانظر لبقية أقوال النُّقّاد في فُليح: "تهذيب التهذيب" (٨/ ٣٠٣ فما بعدها - ط. الهنديّة).