للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لكن فاته أَنَّه قد يرد في غير المواظبة، كقول عائشة: "كنتُ أُطيبُهُ لإِحرامهِ" ولم يتكرر فعلُها ذلك؛ لأنها لم تكنْ معَهُ إلا في حجة الوداع.

وظاهر كلام الجوزجاني أنَّ عليًا تفرد بنقل هذه الكيفية من التطوع، ثم تفرد عنه بها عاصم بن ضمرة، وليس كذلك، وإنما تفرد منها بصلاة ركعتين أداها قبل الزوال، فظنها وقت العصر، وما عدا ذلك مما اشتمل عليه حديث عاصم عن عليٍّ شاركهُ فيه غيره من الصحابة، ولم يقع في روايتهم التصريح بالمواظبة، فناقل المواظبة عنه يحكي ما نقَلَهُ عنه بالمعنى الذي [قُلْتُهُ] (١)؛ وليس بجيد، وإذا طرح المتكلم رداءَ التعصب فإنه بِصَدَد أن يقبل قولُهُ، بخلاف إذا تكَلَّم بما يظهر منه التعصب، فإنه [يصيرُ بصَددِ] (٢) أن يُرَدَّ عليه ما قال) (٣) (٤).


(١) كلمةٌ غير واضحة في الأصل، ولعلَّ المثبت هو الصواب، ففيه إشارة لما تقدَّم من تقرير المصنف أنَّ الفعل (كان) والمضارعة تدلُّ على المواظبة، وأنَّ هذا ليس بمطَّردٍ، والله أعلم.
(٢) عبارة غير واضحة في الأصل من كلمتين، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
(٣) ما بين قوسين لم يرد في (م).
(٤) أقوال أخرى في الراوي:
- قال أبو داود: قلت لأحمد: عاصم بن ضَمْرة أحبُّ إليك أم الحارث؟ فقال: عاصمٌ، أيُّ شيءٍ لعاصم من المناكير؟ قال الحسين: أي ليس له مناكير. "سؤالاته" (ص ١١٧).
- وقال ابن معين: ثقة شيعيٌّ. "سؤالات ابن طهمان" (ص ٦٠).
- وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى بن معين: فعاصم بن ضَمْرَة؟ فقال: ثقة، قلت: عاصم أحبُّ إليك أم حارثة؟ قال: كلاهما ولم يخترْ، قال عثمان: حارثة خير. "الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عدي (٥/ ٢٢٤).
- قال الترمذي: ثقة عند أهل العلم. "الجامع" أبواب السفر، باب: كيف كان تطوع النبي بالنهار، رقم: (٥٩٩).
- وقال ابن البرقي: ليس به بأس. "تمييز ثقات المحدثين" (ص ٧٥).