الأولى: أنه قال في نَسَب عبَّاد بن زياد: (من ولد المغيرة بن شعبة). قال أبو حاتم: (وَهِمَ مالكٌ في هذا الحديث؛ في نسب عباد بن زياد، وليس هو من ولد المغيرة، ويقال له: عباد بن زياد بن أبي سفيان. . .) "العلل" (٢/ ١٦)، وذكر نحو هذا الكلام أيضًا في كتاب "الجرح والتعديل" (٦/ ٨٠). وقال الإمام مسلم -بعد أن ساق طريق مالك وطريق أبي أويس للحديث: (فالوهم من مالك في قوله: "عباد بن زياد من ولد المغيرة"، وإنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيان كما فسَّره أبو أويس فى روايته) "التمييز" (ص ٢١٩). وقال ابن عبدالبر -في "التمهيد" (٢/ ٢١٥) (هكذا قال مالك في هذا الحديث: "عن عباد بن زياد، وهو من ولد المغيرة بن شعبة"، لم يَختلف رواةُ الموطأ عنه في ذلك، وهو وهمٌ، وغلطٌ منه، ولم يتابعه أحدٌ من رواة ابن شهاب ولا غيرهم عليه، وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة عند جميعهم). وقال الدارقطني بعد أن ذكر من تابع مالكًا في هذا الحديث: (لم ينسبْ أحدٌ منهمٌ عبادًا إلى المغيرة بن شعبة، وهو عباد بن زياد بن أبي سفيان؛ قال ذلك مصعب الزبيري، وقاله علي ابن المديني، ويحيى بن معين، وغيرهم) "شرح علل ابن أبي حاتم" لابن عبد الهادي (ص ٢٤٨). وأما الخطأ الثاني: هو عدم ذكره للواسطة بين عباد بن زياد وبين المغيرة بن شعبة ﵁؛ وهما عروة وحمزة ابنا المغيرة ﵁، وقد ذكرها معظم من روى الحديث عن الزهري. قال الدارقطني: (خالفه صالحُ بن كَيْسان، ومَعْمر، وابنُ جريج، ويونس، وعمرو بن الحارث، وعُقَيل بن خالد، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وغيرهم؛ فرووه عن الزهري، عن عبَّاد بن زياد، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، فزادوا على مالك في الإسناد: عروة بن المغيرة، وبعضهم قال: عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة، عن أبيهما؛ قال ذلك: عقيل، وعبد الرحمن بن خالد، =