للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابنُ عَدِيّ: عامّةُ ما يَرويه لا يُتابَعُ عليه، وهو بَيِّنُ الأمر في الضّعْفِ، وأرجو أنّه لا يتعمّد الكذبَ، إلا أنّه يُشَبَّه عليه ويَغْلَط، وهو إلى الضّعْفِ أقرب منه إلى الصّدقِ -كما قال شعبةُ- (١).

وقال مالكُ بنُ دينار: أبانُ بنُ أبي عياش طاوسُ القرّاءِ (٢).

وقال أيوب: ما زِلْنَا نعرفُه بالخيرِ مُنذ دهر (٣).

وقال ابنُ إدريس: قلتُ لشعبة: حدّثني مهدي بنُ ميمون، عن سَلْم العَلَويّ، قال: رأيتُ أبانَ بنَ أبي عياش يَكتبُ عن أنسٍ بالليل، فقال شعبةُ: سَلْم يرى الهلالَ قبل النّاسِ بليلتينِ (٤).


(١) "الكامل في ضعفاء الرجال" (٢/ ٦٧)، وقال أيضًا: (وعامّةُ ما أُتي أبان من جهة الرواة، لا من جهته؛ لأنّ أبان روى عنه قومٌ مجهولون).
(٢) المصدر السابق (٢/ ٦٠).
(٣) المصدر السابق (٢/ ٥٨)؛ بلفظ: (ما زال يُعرف بالخير منذ كان).
(٤) "العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد - رواية ابنه عبد الله" (٢/ ٤٣٦)، و"الضعفاء" (٢/ ٤٨٢) لأبي زرعة، و"الضعفاء" (١/ ٤٩) للعقيليّ، و"الكامل في ضعفاء الرجال" (٢/ ٥٧ - ٥٨).
وقولُ شعبة: (سَلْم يرى الهلالَ قبل النّاسِ بليلتينِ) يحتمل أحدَ معنيينِ:
أحدهما: أنّه يُريد به المدح، وعلى هذا المعنى حَمَلَه يحيى بنُ معين.
حيث قال ابنُ شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (ص ١٠٣): (قال يحيى في سَلْم العَلَويّ: لا بأسَ به، فذُكِرَ ليحيى قولُ شعبة فيه "الذيّ يرى الهلالَ قبل النّاس"، فقال: ليس به بأس، حديد، البصر، يرى الهلالَ قبل النّاس).
وثانيهما: أنّ شعبة يُريد به الذَّم، وعلى هذا المعنى حمله البخاريُّ.
حيث نقل العقيليُّ في "الضعفاء" (٢/ ٥٣٦) عن البخاريِّ أنّه قال في سَلْم: (تكلّم فيه شعبة).
ويؤيِّدُ هذا المعنى: ما ثبت عن سَلْمٍ، قال: قال لي الحسنُ -يعني البصريّ-: (خَلّ بين الناس وهلالِهم، حتى يروه معك).
وقولُ أبي داود: (شَهِدَ عند عدي بنِ أرطاة على رؤية الهلال، فلم يُجِز شهادته). =