للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنين، وقتلَهُ الحجاج بن يوسف في أيام عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين في قول الأكثرين، وقيل سنة اثنتين.

قلت: لا يَتَّجه ما تقدم في صدر الترجمة أنَّ أُمَّه هاجرت به وهي حامل، وأنها ولدته بعد مضي عشرين شهرًا من الهجرة إلا بتقدير أن يكون أقام في بطنها نحو سنتين، ولم أَرَ من صَرَّحَ بذلك.

والظاهر أنَّ قول من قال: ولد في السنة الأولى؛ أقرب إلى الصحة، وإن كان الأكثر على خلافه، ويدل على ذلك قول الواقدي أن عائشة أقامت مع النبي تسع سنين وخمسة أشهر؛ لأنه بَنَى بها في شوال من السنة الأولى (١)، وقد ثبت أن عائشة وأسماء هاجرتا معًا مع بنات النبي ، ومع آل أبي بكر، فنزلوا جميعًا.

وثبت في "الصحيح" عن أسماء أنها قالت: نزلت قباء وأنا متم فوضعت بقباء (٢)، فصحَّ أنه ولد في أول سنةٍ.

ويُؤَيدُهُ ما أخرج الآبُرِي في "مناقب الشافعي": حدثني محمد بن يونس: أخبرني الربيع قال: قيل للشافعي: هل سمع عبد الله بن الزبير من النبي ؟ قال: نعم، وحفظ عنه، ومات النبي وهو ابن تسع سنين (٣) والله أعلم.

ومناقب عبد الله وأخباره كثيرةٌ جدًّا، وخلافتهُ صحيحةٌ، خرج عليه مروان بعد أن بُويعَ له في الآفاق كُلِّهَا؛ إلا بعض قُرَى الشام، فغلب مروان على دمشق، ثم غزا مصر، فَمَلَكَها، ومات بعد ذلك، فغزا بعد مدة


(١) "الطبقات" الكبرى لابن سعد (١٠/ ٥٨).
(٢) "صحيح البخاري"، كتاب: فضائل الصحابة باب هجرة النبي إلى المدينة، رقم: (٣٦٩٧).
(٣) "تاريخ دمشق" (٢٨/ ١٦٨).