للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فهو عاصر هؤلاء الذين ذكروا أنه لم يسمع منهم وقد روى عنهم بالعنعنة (١).

وفي "صحيح البخاري" في باب القسامة أن عمر بن عبد العزيز نَصَبَ أبا قلابة للناس، فحَدَّثَهم بقِصَّة العُرَنيين، فقال عَنْبَسَة بن سعيد: والله إنْ سَمِعْتُ كاليوم قط!؟ فقال أبو قِلَابة: أَتَردُّ عليَّ حَدِيثي يا عَنْبَسَة؟

فقال: لا والله، لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم (٢).

وهذا الأثر من رواية أبي رجاء عن أبي قلابة فانقلبَ على من نَسَبَ الثناءَ المذكورَ لعمر) (٣).

وقال ابن خِرَاش: ثقة (٤).

وقال أبو الحسن علي بن محمد القَابِسيُّ المالكيُّ؛ فيما نقله عنه ابن التِّين شارح البخاري في الكلام على القَسامة بعد أن نَقَل قِصَة أبي قِلابة مع عمر بن عبد العزيز: العجب من عمر على مكانه في العلم كيف لم يُعارض أبا قِلابة في قَوْلِهِ، وليس أبو قِلَابة من فقهاء التابعين، وهو عند الناس معدودٌ في البله.


(١) قرَّر المصنف - هذه القضيَّة في مواضع من كتبه، وأن التدليس مختصُّ بالراوي الذي قد سمع من شيخه، وأما مع مجرد المعاصرة فإنه إرسالٌ خفيٌّ. راجع كلامه في "النكت على مقدمة ابن الصلاح" (٢/ ٦١٤) والله أعلم.
(٢) "صحيح البخاري" كتاب: الدِّيَات، باب: القسامة رقم (٦٨٩٩)، وأخرجه مسلم أيضًا في "صحيحه" كتاب الحدود والدِّيَات، رقم: (٤٣٧١)، وصاحب هذا القول هو عَنْبَسَةَ يُثني على أبي قلابة الجرمي.
(٣) ما بين قوسين لم يرد في (م).
(٤) "إكمال تهذيب الكمال" (٧/ ٣٦٩).