للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأورد له ابن منده حديثًا طريق حَنْظَلة بن قيس، عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر، أن رسول الله قال: "من قتل دون ماله فهو شهيد" (١).

وذكر غير واحد أنه أُتِي به النبي لما ولد فقال: "هذا يُشْبِهُنَا" وجعل يَتْفُلُ في فِيهِ ويُعَوّذ، فجعل يَبْتَلعُ ريق النبي ، فقال النبي : "إنَّه لَمَسْقِيٌّ" فكان لا يُعالج أَرْضًا إلا ظَهَر له الماء (٢).

وهو صاحب نهر ابن عامر، وكان ابن عامر جوادًا، شُجَاعًا، وَلاهُ عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين، وضَمَّ إليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص، فافتتح في إمارته خُراسان كُلَّهَا، وَسِجِسْتان، وكِرمان، حتى بَلَغ طَرَف غَزْنَة (٣).

وفي إمارته قُتِلَ يَزْدَجرد؛ آخر ملوك الفرس، وأَحْرَم ابن عامر من خُراسان، فقدم على عثمان، فَلَامَه، وقال: غَرَّرْتَ بِنَفْسِك.

قال البخاري في "صحيحه": وكَرِهَ عثمان أن يُحرمَ من خُرَاسان وكِرْمان (٤).

فذكرت في "تغليق التعليق" أنَّ سعيدَ بن منصور وابن أبي شيبة أخرجا من طريق الحسن، وعبد الرزاق من طريق ابن سيرين، جميعًا: أن عبد الله بن


(١) تاريخ دمشق (٢٩/ ٢٥١)، وأورده أبو نعيم أيضًا في "معرفة الصحابة" (٣/ ١٧٣٢).
(٢) ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٣/ ٩٣١).
(٣) قال ياقوت الحموي: "غزنة: مدينة عظيمة، وولاية واسعة في طرف خراسان، وهي الحدّ بين خراسان والهند) "معجم البلدان" (٤/ ٢٠١).
وتقع اليوم في دولة أفغانستان، جنوب غربي العاصمة كابول.
(٤) "صحيح البخاري" كتاب: الحج، باب قول الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ قبل رقم: (١٥٦٠).