للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استفحل مرضُه جِدًّا، بحيث صار يُصلي الفرضَ جالسًا، وتركَ قيام الليل، وصُرِعَ يوم الأربعاء، ثمّ تكرّر له ذلك، وسُمِعَ منه يوم الجمعة عند الأذان لها إجابةُ المؤذِّن.

إلى أن توفّي ليلة السبت ثامن عشري ذي الحجة، بعد العشاء بنحو ساعة.

ثمّ أُخذ أُخذ في تجهيزه وغسله يوم السبت، وكُفِّنَ في إزارٍ في وسطه ساترٍ للعورة، شُدَّ بحفاظ ولُفافتينِ لجميع بدنه، وقميصٍ، وعمامةٍ.

فكانت ساعةً عظيمةً وأمرًا مهولًا، فأقفلت الأسواق والدَّكاكين، واجتمع في جنازته من الناسِ ما لا يُحصيه إلا الله ﷿، ويُقال: إنّه حُزِرَ من مشى في جنازتِه بنحو خمسين ألف إنسان، وتولّى الأمراءُ - مُقدَّمو الألوف - حملَ جنازتِه.

ورام عَلَمُ الدين البُلقيني الصلاةَ عليه إمامًا، فأخّره السلطان جقمق، وأشار إلى أمير المؤمنين الخليفة العباسي (١) بالتقدُّم، ويُقال: إنه قال: (هو أمير المؤمنين وأنت أمير المؤمنين)، فصلّى بالناس عليه.

ثم توجّهوا إلى محل دفنه، ولما انتهوا من دفنه أخذوا في الدعاء له ساعةً طويلةً.

وصُلِّيَ عليه صلاة الغائب بمكة المكرمة، وبيت المقدس، وحلب، وغيرها من البلدان.


(١) هو أبو الربيع سليمان بن محمّد بن أبي بكر بن سليمان العباسيّ الهاشميّ، المستكفي بالله بن المتوكل على الله، امتدت خلافته من سنة خمس وأربعين وثمانمائة (٨٤٥ هـ) إلى حين وفاته سنة خمس وخمسين (٨٥٥ هـ). انظر ترجمتَه في: المصدر السابق (٣/ ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>