للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال مروان بن محمد: كان سعيد بن عبد العزيز يُجلس أبا مُسْهر معه في صدر المجلس (١).

وقال أبو حاتم: ما رأيتُ فيمن كتبنا عنه أفصح منه، ولا رأيت أحدًا في كُوْرَة أعظم قدرًا، ولا أجَلَّ عند أهلها من أبي مُسْهِر بدمشق (٢).

وقال أبو داود: كان من ثقات الناس، لقد كان من الإسلام بمكان، حُمِل على المحنة فأبى، وحُمِل على السيف فمُدَّ رأسُه وجُرِّد السيفُ فأبى أن يُجيب، فلما رأوا ذلك منه حُمِل إلى السجن فمات (٣).

وقال ابن سعد: كان راويةً لسعيد بن عبد العزيز وغيره، وكان أُشخص مِن دمشق إلى المأمون في المحنة، فسُئل عن القرآن، فقال: كلام الله، فدعا له بالسيف ليُضرَب عنقُه، فلما رأى ذلك قال: مخلوق. فأمر بإشخاصه إلى بغداد، فحُبس بها فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات في رجب سنة ثماني عشرة ومئتين. وذكر أنَّ المأمون قال له: لو قلتَها قبل أن أدعو بالسيف لأكرمتُك، ولكنَّك تخرج الآن فتقول: قلتُها فَرَقًا من السيف (٤).

وقال ابن حِبَّان: كان إمام أهل الشام في الحفظ والإتقان، ممن عُني بأنساب أهل بلده وأنبائهم، وإليه كان يرجع أهل الشام في الجَرح والعدالة لشيوخهم (٥).


(١) "تاريخ دمشق" (٣٣/ ٤٢٩ رقم ٣٦٥٩).
(٢) "الجرح والتعديل" (١/ ٢٩١) والكُوْرَة: المدينة والصُّقْع والجمع كُوَر. "مختار الصحاح" (٤٦٠).
(٣) "تاريخ دمشق" (٣٣/ ٤٣٦ رقم ٣٦٥٩).
(٤) "الطبقات الكبرى" (٩/ ٤٧٨ رقم ٤٧٦٧) فَرَقًا أي: خوفًا. "مختار الصحاح" (٣٩٤).
(٥) "الثقات" (٨/ ٤٠٨).