(٢) المصدر السابق. (٣) وهو حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عائشة ﵂: "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ". ذكر ابن عدي أن رواية عبد السلام هذه عجيبة، ووجه ذلك أنه انفرد بروايته عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع، عن هشام، ولم يتابع في ذلك، وأغلب روايات يزيد عن مولاه سلمة بن الأكوع الصحابي ﵁، ولكنه رواه عن هشام، قال المزّي في ترجمة يزيد بن أبي عبيد: روى عن هشام بن عروة وهو أكبر منه "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٢٠٦)، ولهذا قال ابن عدي: "هذا رواه الكبار عن الصغار". لأن يزيد مات سنة ست ومئة كما ذكر ابن حبان "الثقات" (٥/ ٥٣٦)، ومات هشام سنة خمس أو ست وأربعين ومئة، وله سبع وثمانون سنة. وذكر البزار "كشف الأستار" للهيثمي، (٣/ ٣)، وابن عدي "الكامل" (١/ ٣٩٢)، و (٧/ ٢٧)، والدارقطني "علل الدارقطني" (٤/ ٢٣٧)، أنه أرسله قوم وأوصله قوم "الجزء الخامس من حديث الحمامي" (ص ٨٥). ورجح المرسل فيه الدارقطني، وأبو الحسن الحمامي، واستعجبه ابن عدي. وإسناد الحديث المنتقد فيه علة أخرى، وهو أنه جاء من طريق إسحاق بن الضيف، عن خالد بن مخلد، عن عبد السلام بن حفص، عن يزيد بن أبي عبيد، به. وفيه ثلاثة رجال وثّقوا وتكلّم فيهم: فأما إسحاق بن الضيف، فقد قال أبو زرعة فيه: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ. وأما خالد مخلد، فإنه من رجال البخاري، ولكنه تكلم فيه إذا انفرد، قال ابن سعد: منكر الحديث، في التشيّع مفرطًا، وكتبوا عنه للضرورة، وقال أحمد: له أحاديث مناكير، وقال: يكتب حديثه، ولا يحتجّ به، وقال ابن حجر: له أفراد. وأما عبد السلام بن حفص، فقد قال أبو حاتم: ليس بمعروف. =