والذي يظهر أن الصواب أن عمرو بن علي أراد إثبات رواية ابن مهدي به بحديث واحد، ويدل على ذلك أن محقق "الضعفاء" للعقيلي (السرساوي) بيّن أن كلمة "ما" أثبتت نسخة (ر)، فإن كانت لا تثبت فتتفق الروايات على إثبات رواية ابن مهدي من عنه بحديث واحد. ومما يدل على عدم ثبوتها أنها لم تذكر في نسخة ابن منده من "الضعفاء"، وينظر مقدمة طبعة السرساوي (١/ ٢٤ - ٤١)، وقد أثبتت في طبعة حمدي السلفي (٣/ ٧٧٤)، والله أعلم. وقال علي بن المديني: كان حاتم بن إسماعيل يطعن عليه في أحاديث حدّث بها عن أبيه. "سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني" (ص ٥١). وقال عثمان بن أبي شيبة: أردت السماع من عبد العزيز بن أبي حازم، فجئنا إلى حاتم وهو في دكّانه، فسألناه عنه؟ فقال: قد روى عن أبيه أحاديث نهيناه عنها فلم ينته. قال: فلم نكتب عنه. "سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني" (ص ٥١). وقال ابن مُحْرِز: وسألت يحيى عن ابن أبي حازم؟ فقال: ليس به بأس. قلت: أيهما أحب إليك الدراوردي أم هو؟ قال: الدراوردي. "معرفة الرجال" لابن معين، رواية ابن مُحْرِز (ص ١٢٥). وقال ابن معين: ابن أبي حازم والدراوردي ليس بهما بأس. واسم كل واحد منهما عبد العزيز. "تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص ١٦٢). وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول لمصعب بن عبد الله الزُّبَيْرِي: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه. فقال مصعب: ما سمعت منه - والحمد لله - عن أبيه إلا حديثًا واحدًا. "تاريخ ابن أبي خيثمة" (٢/ ٣٦١). تعقّبه ابن عبد الهادي، قائلًا: ولم يُتَابَعُ ابن معين على هذا، بل هو ثقة في أبيه، وفي غيره، وقد وثّقه غير واحد من الأئمّة، واحتجّ به أصحاب الصحيح. "طبقات المحدثين" لابن عبد الهادي (١/ ٣٩٢ - ٣٩٣). وتعقّبه أيضًا الذهبي، فقال: قلت: بل هو ثقة حجة في أبيه، وقد يكون غيره أقوى وأثبت منه. "تذكرة الحفاظ" (١/ ٢٦٨). وقيل لمصعب: ابن أبي حازم ضعيف إلا في حديث أبيه؟ قال: وقد قالوها؟ انتهى. وقد سبق قول مصعب في كتب ابن أبي حازم "تاريخ ابن أبي خيثمة" (٢/ ٣٦١). وقال المَرُّوْذِي: سألته (يعني أحمد عن ابن أبي حازم؟ فقال: ليس به بأس. قلت: =