للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الخطيب: سكن بغداد إلى أن مات، وكان موصوفًا بالخير والصلاح (١).

قلت: وفيها أرّخه الصّولي (٢)، وقال: وأُخْرِجَتْ جنازته إلى الصحراء حتى صلّوا عليه، وكان الزحام عليه عظيمًا.

ووهم صاحب "الزهرة"، فذكر كلام الصولي في ترجمة والد أبي قِلَابَة المذكور، وإنما مات قبل ذلك ببضع وأربعين سنة، كما سيأتي في ترجمته (٣).

وقال مسلمة بن قاسم، سمعت ابن الأعرابي (٤) يقول: كان أبو قِلَابَة يملي حديث شعبة على الأبواب من حفظه، ثم يأتي قوم فيملي عليهم حديث شعبة على الشيوخ، وما رأيت أحفظ منه، وكان من الثقات، وكان قد حدث بسامراء (٥) وبغداد، فما ترك من حديثه شيئًا، وأنكر عليه بعض أصحاب الحديث حديثه عن أبي زيد الهَرَوِي، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن النبي صلى حتى تَوَرَّمَت قدماه (٦).


(١) "تاريخ بغداد" (١٢/ ١٧٨).
(٢) محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر، الصولي، البغدادي. صاحب التصانيف، حسن المعتقد. كان جدّه صول ملك جرجان. توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة. "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٣٠١ - ٣٠٢).
(٣) ترجمة رقم (٦٤١٥).
(٤) أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم، أبو سعيد البصري، الصوفي. ولد سنة ست وأربعين ومئتين. شيخ الحرم، وكان ثقةً ثبتًا عارفًا عابدًا ربانيًّا، كبير القدر، بعيد الصيت. مات سنة أربعين وثلاث مئة. "تذكرة الحفاظ" للذهبي (٣/ ٨٥٢ - ٨٥٣).
(٥) قال ياقوت الحموي: لغة في "سُرَّ مَنْ رَأَى"، مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة، وقد خربت (يعني في زمنه). "معجم البلدان" (٣/ ١٧٣). وهي اليوم في العراق، انظر "أطلس دول العالم الإسلامي" (ص ٧٢) د. شوقي أبو خليل.
(٦) ينظر: "إكمال تهذيب الكمال" (٨/ ٣٤٣).