وتابع عبدَ الوارث عبادُ بنُ صالح، وقال: علي بن شماخ، ذكر ذلك البخاري "التاريخ الكبير" (٦/ ٢٧٩)، وأبو حاتم "الجرح والتعديل" (٦/ ١٩٠). واختلف في هذا الحديث في تسمية عثمان بن شماس، وفي تسمية الراوي عنه الجلاس، وبعضهم رفعه، بعضهم وقفه، لكن الذي يهمنا هنا هو الأمر الأول "تسمية عثمان بن شماس". فسماه شعبة "عثمان بن شماس"، واختلف الرواة عن عبد الوارث على أربعة أقوال، فمرة يقول "عثمان بن شماخ"، ومرة يقول "علي بن شماس" وتارة يقول "عليّ بن شماخ"، وتارة يقول: "عثمان بن جحاش" والأخير رجحه بعضهم لكن لم أجده في طرق هذا الحديث، وقد سماه بهذا الاسم في حديث آخر ينظر "مصنف ابن أبي شيبة" (٤/ ٥٢٤). ومما يرجع قول عبد الوارث ما ورد أن عبد الوارث هو الذي ذهب بشعبة إلى أبي الجلاس، وذكر أن شعبة قلب الإسناد، قال عبد الوارث: ذهبتُ بشعبة إلى أبي الجلاس، وإذا بين يديه نقير فيه نبيذ، وله جمة، كان من الجند شامي، وجعل شعبة أبا الجُلاس جُلاسًا. قال عبد الصمد بن عبد الوارث: قال أبي: أنا ذهبتُ به إليه، وقلب إسناده. "المعرفة والتاريخ" للفسوي (٣/ ١٢٥)، وبعضه في "التاريخ الكبير" للبخاري (٦/ ٤٣٨). ويؤيده أيضًا متابعة عبّاد بن صالح لعبد الوارث بن سعيد. واتفق الأئمة على ترجيح قول عبد الوارث على قول شعبة، ولم أجد أحدًا يخالفهم في ذلك، منهم: ابن معين وأحمد "تاريخه" رواية الدوري (٤/ ١٥٠ - ١٥١)، وأبو زرعة "الجرح والتعديل" (٦/ ٣١١)، وأبو حاتم المصدر السابق (٦/ ١٩٠)، وأبو داود "سننه" (٥/ ١١٠)، والطبراني "الدعاء" (٣/ ١٣٥٦)، والحاكم الكبير "الأسامي والكنى" (٣/ ١٧٧)، والدارقطني "المؤتلف والمختلف" (٢/ ٨٦٦ - ٨٦٧)، و "العلل" (١١/ ١٤١ - ١٤٢)، والبيهقى "السنن الكبرى" (٧/ ٤٠٠)، وغيرهم. وبعضهم بين السبب، فمن ذلك: نسب ابن معين "سؤالات ابن جنيد" (ص ٤٣٩) شعبة في هذا الحديث إلى التصحيف، وأبو حاتم استدل بمتابعة عباد بن صالح، والدولابي والدارقطني نسباه إلى الوهم، وذكر الدارقطني أن شعبة لم يضبط اسم شيخه ولا كنيته، وغير ذلك،=