للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: في مقدار سِنِّهِ نظر، وذلك أن أبا قتادة الذي جزم المزّي بأنه رآه مات سنة أربع وخمسين، وقيل: قبل ذلك، ومقتضى ما ذكر من قدر عمره أن يكون مولده بعد موت أبي قتادة بأحد عشر عامًا، والظاهر أن الواقدي وهم في ذلك، ثم بَانَ لي الوهم، وأنه من قدر عمره، فذكر الكلاباذي (١) نقلًا عن الواقدي أنه عاش ثلاثًا وثمانين سنة، وفي هذا أيضًا نظر، فحَكَمَ المؤلفُ على حديثه بالإرسال من أجل قول الواقدي في سِنِّهِ، وهو مردود، والله أعلم.

وقد أخرج ابن حبان في "صحيحه" (٢)، والحاكم في "مستدركه" (٣)، حديثه عن جده عمر بن الخطاب، ومقتضاه أن يكون سمع منه، فالله أعلم.

نعم، و (٤) وقع مصرحًا بسماعه منه عند أبي جعفر بن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" له، قال: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني الوليد بن أبي الوليد، قال: كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة - كذا فيه -، فسمعته يقول: يا أهل مكة، إني سمعت أبي يقول، سمعت رسول الله يقول: فذكر ثلاثة أحاديث (٥) مَنْ أَظَلَّ غَازِيًا، وَمَنْ جَهَزَ غَازِيًا، وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا. قال، فسألت عنه، فقالوا لي: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب.

وقال حمزة السَّهْمِي، عن الدارقطني: ثقة (٦) (٧).


(١) "رجال صحيح البخاري" (٢/ ٥٢٠).
(٢) (٤/ ٤٨٦)، و (١٠/ ٤٨٦).
(٣) (٢/ ٨٩).
(٤) في "م" بدون واو العطف.
(٥) في هامش "م": (جعلهما المزّي واحدًا، وإن ابن ماجه أخرج منه قطعتين مفرقتين).
(٦) كذا نقل الحاكم الدارقطني "سؤالات الحاكم للدارقطني" (ص ٢٤٥).
(٧) أقوال أخرى في الراوي:=