للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو حاتم: ثقةٌ، إمامٌ (١)، متقنٌ، مَتينٌ (٢).

وقال ابن عَدِيّ - بعد أن حكى قول سليمان بن حرب (٣): تَرى عفَّان كان يضبط عن شُعبة؟! واللهِ لو جَهَد جَهده أن يضبط عن شُعبة حديثًا واحدًا ما قَدِر عليه، كان بطيئًا، رديءَ الفهم، بطيءَ الفهم، ولقد دخل قَبْرَه وهو نادمٌ على رواياته عن شُعبة -، قال ابن عَدِيّ: عفَّان أشهرُ وأصدقُ وأوثقُ مِن أن يُقال فيه شيءٌ، فإنَّ أحمدَ كان يرى أن يكَتب عنه ببغداد الإملاءَ مِن قِيام، وأحمدُ أروى الناس عنه، ولا أعلمُ لعفَّان إلا أحاديث مراسيل عن الحمَّادين وغيرِهما وَصَلَها، وأحاديثُ موقوفة رَفَعَهَا، والثقةُ قد يَهِمُ في الشيء، وعفَّان لا بأسَ به، صدوقٌ، وقد رحل أحمدُ بن صالح المصريّ مِن مصرَ إلى بغداد، وكانت رحلتُه إلى عفَّان خاصَّة (٤).

قال ابن أبي خَيثمة: سمعتُ أبي وابنَ معين يقولان: أنكرنا عفَّان في صفر سنة تسع عشرة - وفي رواية: سنة عشرين (٥) -، ومات بعدَ أيام (٦) (٧).


(١) ليست في "الجرح والتعديل"، وهي في "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢٠٢).
(٢) "الجرح والتعديل" (٧/ ٣٠).
(٣) هو: الأزدي البصري، قاضي مكة، ثقة، إمام، حافظ "التقريب"، الترجمة: (٢٥٤٥).
(٤) "الكامل" (٥/ ٣٨٤ - ٣٨٥).
قال الحافظ الذهبي معلقًا على قول سليمان بن حرب: "عفَّان أجلُّ وأحفظُ مِن سليمان أو هو نظيره، وكلام النظير والأقران يَنبغي أن يُتَأَمَّلَ ويُتأَنَّى فيه" "ميزان الاعتدال" (٣/ ٩٠).
(٥) انظر: "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" (٢/ ٤٨٩).
(٦) "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢١٠).
قال الحافظ الذهبي: "وأمَّا قوله: فتوفي بعد أيام مِن سنة تسع عشرة فوهم، فإنَّه قد رُوي في الحكاية بعينها أنَّ ذلك كان في سنة عشرين، وهذا هو الحق، فإنَّ عفَّان كاد أبو داود أن يلحقه، وإنَّما دخل أبو داود بغداد في سنة عشرين، وقد قال: شهدتُ جنازة عفَّان" "السير" (١٠/ ٢٥٤).
(٧) قال الحافظ الذهبي معلقًا على هذا القول: "كلُّ تغيرٍ يوجد في مرض الموت، فليس =