للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال سعيد بن عمرو البَرْذَعِيّ: قال أبو زُرعة: حديثُ أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: "أنا مدينة العلم، وعليّ بابها" (١)، كم مِن خَلْقٍ قد افتُضحوا فيه! ثم قال لي أبو زُرعة: أتينا شيخًا ببغداد، يُقال له: عمر بن إسماعيل بن مُجالد، فأخرج إلينا كُرَّاسةً لأبيه فيها أحاديثُ جِيَادٍ عن مُجالد، وبَيَان، والناس، [فَكُنَّا] (٢) نكتبُ إلى العصر فيقرأ علينا، فلمَّا أردنا أنْ نقومَ قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، بهذا الحديث، فقلتُ له: ولا كلّ هذا بمرّة، قال: فأتيتُ يحيى بن معين، فذكرتُ ذلك له، فقال: قل له: يا عدوَّ الله! متى كتبتَ أنتَ هذا عن أبي معاوية؟ إِنَّما كتبتَ أنتَ عن أبي معاوية ببغداد، ومتى حدَّثَ أبو معاوية هذا الحديث ببغداد؟ (٣).

وقال ابن أبي حاتم: كتبَ إليّ عبدُ الله بن أحمد، سمعتُ يحيى بن معين يقول: رأيتُ عمرَ بن إسماعيل بن مُجالد، ليس بشيءٍ، كذَّابٌ خبيثٌ، رجلُ سُوءٍ حدَّث عن أبي معاوية - فذكر الحديث -، قال: وهو حديثٌ ليس له أصل، قال عبدُ الله: وسألتُ أبي عنه، فقال: لا أُراه إلا صَدَق (٤) (٥).


(١) أخرجه من طريق صاحب الترجمة العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ١٢٤ - ١٢٥)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣٩ - ٤٠) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٦٥٩) -، وابن الجوزي من طريق آخر عنه (٦٦٠). وعمر بن إسماعيل متروك.
(٢) زيادة من (م) و (ت).
(٣) أسئلة البرذعي لأبي زرعة الرازي (٢/ ٥١٩ - ٥٢١).
(٤) حاشية في (م): (كأنَّه يعني: ابن معين)، وهو ظاهر النص، لكن الذي في مطبوع العلل قول ابن معين في إسماعيل بن مجالد: "قد كتبتُ عنه، .. ليس به بأس"، ثم قال عبد الله: "سألتُ أبي فقال: ما أُراه إلا صدوقًا" - يعني: إسماعيل بن مجالد -، ثم ذكر كلام ابن معين في عمر بن إسماعيل، والله أعلم.
(٥) "الجرح والتعديل" (٦/ ٩٩)، و"العلل ومعرفة الرجال" - رواية عبد الله - (٣/ ٨ - ٩).