للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقصد الرواية المبهمة المنقطعة، ولم يَسُقْها إلا في ضمن القصة، فلا يقال في مثل هذا: أن البخاري أخرج لعمرو بن عبيد وأبهمه، بل الظاهر أنَّ حماد بنَ زيد هو الذي تعمد عدم تسميته، وقصد التنبيه على سوء حفظه بكونه جعل القصة التي للأحنف للحسن، وهذا واضح بَيِّن بحمد الله، وقد بَيَّنت في "تغليق التعليق" (١) من وصل حديث مؤمل ومعمر اللذين أشار إليهما مع غيرهما من الطرق التي علقها هناك، فلله الحمد.

وقد علَّق له أبو داود في "السنن" شيئًا، ففي رواية الرَّمْلي قال لنا أبو داود - عقب حديث قتادة، عن الحسن، عن سمرة -: "حفظت عن النبي سكتتين". رواه يحيى بنُ سَعِيد، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن فقال: ثلاث سكتات. قال: فقلت له: عن سمرة؟ فقال: فعل الله بسمرة وفعل (٢).

وقال ابنُ سعد: كان كثيرَ الحديث عن الحسن وغيره، وكان صاحِبَ رَأْيٍ، ليس بِشيء في الحديث، مُعْتزلي (٣).

وقال الساجي: حدثني محمدُ بنُ عمر المقدمي عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: كان عمرو بن عبيد إذا سئل عن شيء قال: هذا من قَوْلي الحسن، فيوهمهم أنه من قولِ الحسن البصري (٤).

حدثنا بُنْدار، حدثنا سليمانُ بنُ حَرْب، حدثنا حماد بنُ زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بنَ عبيد روى عن الحسن: "لا يُجلدُ السَّكْران من


(١) (٥/ ٢٧٨ - ٢٨٠).
(٢) ينظر: "تاريخ بغداد" (١٤/ ٧٤).
(٣) ينظر: "الطبقات الكبرى" (٩/ ٢٧٢)، برقم (٤٠٨٣).
(٤) "الكامل" لابن عدي (٦/ ١٨١)، برقم (١٢٧٨).