للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: وقولُ ابنِ خزيمة: "إنَّ الوهم فيه من عكرمة" فيه نظر؛ لأَنَّ الأوزاعي سماه أيضًا في روايته عن يحيى بنِ أبي كثير عياضَ بنَ هلال مَرَّة، وهلالَ بنَ عياض مَرة، وكذا اختَلف فيه بقية أصحاب يحيى بنِ أبي كثير، فقال حرب (١)، وهشام (٢)، وغيرهما (٣): عياض، وقال أَبان العطار: هلال (٤). فالظاهر أَنَّ الاضطراب (٥) فيه (٦) مِن يحيى بنِ أبي كثير.

وأما قول مَنْ قال فيه عياض بنُ عبدِ الله، أو ابنُ أبي زهير فهذا خلاف آخر، وقد جَعل الإمام علي بنُ المديني عياضَ بنَ أبي زُهير غيرَ عياض بنِ هلال (٧)، فإنه قال: عياضُ بنُ أبي زُهير الفِهري مجهول، لم يرو عنه غيرُ يحيى بنِ أبي كثير، وزيد بنِ أسلم.

قلت: وهذا عندي الصواب؛ لأن عياضَ بنَ هلال، أو هلالَ بنَ عياض أنصاري، وأما هذا فإِنه فِهْري، فأَنَّى يجتمعان، وكأنَّ سَبب الاشتباه (٨) أَنَّ يحيى بنَ أبي كثير روى عنهما جميعًا، لكن امتاز ابنُ أبي زهير برواية زيد بنِ أسلم عنه أيضًا، ويُشْبِه أن يكون قول من قال: عياض بنُ عبدِ الله أراد به ابنَ أبي زُهير، ويكون أبو زهير كنية عبدِ الله، فالله أعلم (٩).


(١) وروايته أخرجها الحاكم في "مستدركه" (١/ ١٣٤).
(٢) وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (١/ ٤٣٥)، برقم (١٠٢٩).
(٣) كشيبان بنِ عبد الرحمن، كما عند أحمد في "مسنده" (١٨/ ٤٨)، برقم (١١٤٦٨).
(٤) وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (١/ ٤٣٥)، برقم (١٠٢٩).
(٥) في الأصل كلمة مضروب عليها
و (فيه) ساقط من (ت).
(٦) في الأصل كلمة مضروب عليها.
(٧) في (ت) زيادة (أو هلال بنِ عياض أنصاري).
(٨) في الأصل كلمة مضروب عليها.
(٩) أقوال أخرى في الراوي:
قال الذهبي: لا يعرف. "ميزان الاعتدال" (٣/ ٣٠٧)، برقم (٦٥٤٣).