وهذا الإسنادُ رجالُه كلُّهم ثقاتٌ، عدا إسحاق بن عُمر؛ فإنّه مجهولٌ - كما قال أبو حاتم والدّارقطنيُّ -. وقولُ الإمام التّرمذيّ عقبه: "هذا حديثٌ غريبٌ، وليس إسنادُه بمتَّصِلٍ" يُفيدُ أمرينِ: أوّلُهما: أنّ هذا الحديث ضعيفٌ؛ فإنّ التّرمذيِّ إذا أطلق الحُكمَ بالغرابة ولم يُقيِّده بالصِّحة أو الحُسن فالحديثُ ضعيفٌ عنده. وثانيهما: أنّه غير متصل الإسناد، وموضعُ الانقطاع في الإسناد فيما بين إسحاق بن عُمر وعائشة ﵂، وكأنّ الإمام التِّرمذيَّ تبيّن له ذلك من تأخُّر طبقة إسحاق بن عُمر؛ لأنّه معروف بالرواية عن التابعين، لا عن الصحابة. قال البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٤٣٥) عقب إخراجه لهذا الحديث: (هذا مرسل؛ إسحاق بن عمر لم يُدرك عائشة). (١) (١/ ١٩٥). قال الذّهبيُّ: (إسحاق بنُ عُمر عن موسى بن وردان؛ مجهولٌ) اهـ. ثمّ قال عَقِبَه: (إسحاق بنُ عُمر عن عائشة؛ تَرَكَه الدّارقطنيُّ)، وساقَ حديثَه عن عائشة ﵂، ثمّ قال: (رواه عنه سعيدُ بنُ أبي هلال) اهـ. والصوابُ أنّهما واحدٌ؛ فقد جمعهما: البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (١/ ٣٩٨)، وابنُ أبي حاتم عن أبيه في "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٢٩)، وابنُ حبّان في "الثقات" (٦/ ٤٩). (٢) قال الدّارقطنيُّ في كتابِه "الضُّعفاء والمتروكين" (ص ٨٧): (إسحاق بنُ عُمر عن عائشة؛ مجهولٌ، يُتركُ). (٣) موضعُ هذه الترجمة في الأصل غير واضحٍ، والمثبت كما في (م) و (ش)، وأُثبتت في (ب) بمحاذاة ترجمة إسحاق بن عثمان الكلابيّ. وانظر: الترجمة رقم (٣٦١).