للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأول أصحُّ.

قلتُ: وكان مولده سنة مائتين.

وقد وجدتُ في البخاري موضعًا آخر رواه عن محمد، عن النُّفَيلِي، يحتملُ أن يكون محمدٌ هو أبو حاتم هذا، وقد أوضحتُهُ في "الشَّرح"، وفي "مُقدِّمة الشَّرح" (١).

وقال مَسلَمة في "الصلة": كان ثقةً، وكان مُتشيعًا مُفرطًا، وحديثُهُ مستقيمٌ انتهى (٢).

ولم أَرَ من نسبَهُ إلى التَّشيع غيرَ هذا الرَّجل، نعم ذَكَر السُّليمَاني ابنه عبد الرحمن في الشِّيعة الذين كانوا يُقدَّمون عليًّا على عثمان (٣)، كالأَعمَش، وعبد الرَّزاق، فلعلَّهُ تلقَّف ذلك من أبيه، وقد كان ابن خُزَيمة يرى ذلك أيضًا، مع جلالتِهِ، وقد ذَكَرَ ابن أبي حاتم في مُقدَّمة "الجرح والتعديل" لوالدهِ


(١) "صحيح البخاري" (٦/ ٩٨: ٤٥٤٥)، و"مقدمة فتح الباري" (ص ٢٣٧)، و "فتح الباري" (٨/ ٢٠٦).
(٢) في هامش (م): قد قال أبو الحسين محمد بن إبراهيم الغازي الطبري: إذا رأيت رازيًّا وخراسانيًّا يحبُّ أبا حاتم وأبا زرعة، فاعلم أنه صاحب سُنَّة.
(٣) انظر: "ميزان الاعتدال" للذهبي (٢/ ٥٨٨)، وقال: "وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السُّليماني له، فبئس ما صنع" اهـ؛ وقد جاء عن أبي حاتم وابنه خلاف هذا، فقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازًا، وعراقًا، وشامًا، ويمنًا، فكان من مذهبهم … وخير هذه الأمة بعد نبيها ، أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب ، الخلفاء الراشدون المهديون،" قال أبو محمد: "وبه أقول أنا"، "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي (١/ ١٩٨ - ٢٠١).