للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روي له ابن ماجه حديثَ: "المهديّ"، أخرجه عن يونس بن عبد الأعلى، عن الشَّافعيّ (١).

وروى الآبُريّ في "مناقب الشَّافعيّ" بإسناد له عن يونس، قال: جاءَني رجلٌ عليه مُبَطَّنَةٌ وإِزارٌ، فقال لي: تعرفُ من محمد بن خالد؟ قلتُ: لا، فقال: هذا مُؤَذِّنُ الجَنَد، وهو ثقةٌ، فقلتُ: أنتَ ابن معين؟ قال: نعم (٢).

قال الآبُريّ: محمد بن خالد غير معروفٍ عند أهل الصِّنَاعة من أهلِ النَّقلِ، وقد تواترت الأخبارُ واستفاضتْ بكثرةِ رُواتِها عن المصطفى في المهديّ، وأنَّه من أهل بيتِهِ، وأنَّه يملك سبع سنين، ويملأُ الأرض عَدلًا، وأنَّ عيسى [] (٣) يخرجُ فيُساعدُهُ على قتلِ الدَّجال، وأنَّه يَؤُمُّ هذه الأمَّة، وعيسى خَلْفَه في طولٍ من قصتِهِ، وأمرِهِ (٤).

وقال البَيهقيُّ في "الدلائل": قال أبو عبد الله الحافظ: محمد بن خالد مجهولٌ، واختلفوا عليه في إسنادِهِ، فرواه صَامِت بن معاذ قال: حدَّثنا


(١) أخرجه ابن ماجه في "سننه" (٢/ ١٣٤٠: ٤٠٣٩)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٨٨: ٨٣٦٣)، وأبو عمرو الدَّانيّ في "السُنن الواردة في الفتن" (٣/ ٥٢١: ٢١٧)، وابن عبد البر في "الجامع" (١/ ٦٠٤)، من طريق محمد بن إدريس الشَّافعيّ قال: حدَّثني محمد بن خالد الجَنَديّ، عن أَبَان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن رسول الله قال: "لا يزدادُ الأمر إلا شِدَّةً، ولا الدُّنيا إلا إدبَارًا، ولا النَّاس إلا شُحًّا، ولا تقوم السَّاعة إلا على شِرارِ النَّاس، ولا المهديّ إلا عيسى بن مريم"، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن خالد مجهولٌ كما سيأتي في ترجمته، ثم إنَّ قوله: "ولا مهديّ إلا عيسى" منكرٌ مخالفٌ لما تواتر من الأحاديث في خروج المهدي، وأنَّه من آل البيت، لذا قال النَّسائيّ: "هذا حديث منكرٌ". "العلل المتناهية" لابن الجوزي (٢/ ٣٨٠).
(٢) "مناقب الإمام الشافعي" (ص ٩٥).
(٣) زيادة من (م).
(٤) "مناقب الإمام الشافعي" (ص ٩٥).