للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أينَ رواياتك في سَرْدِها … في ترْكِ أبوابِ السّلاطينِ

إنْ قُلتَ أُكرِهْتُ هذا باطلٌ … زلَّ حمارُ العلمِ في الطِّينِ

فلمّا وَقَفَ على هذه الأبياتِ قامَ مِن مجلسِ القضاءِ، فوَطِئَ بِساطَ الرّشيدِ، وقال: اللهَ، اللهَ، اِرْحَمْ شَيْبَتِي، فإنّي لا أصبرُ على القضاءِ، قال: لَعَلَّ هذا المجنونَ أَغراك.

ثمّ أَعفاه، فوَجَّهَ إليه ابنُ المباركِ بالصُّرَّةِ (١).

وقِيلَ: إِنّ ابنَ المباركِ إنّما كَتَبَ إليه بهذه (٢) الأبياتِ لما ولي صَدَقات البصرة (٣)، وهو الصَّحيحُ.

وقال إبراهيمُ الحربيّ: دَخَلَ ابنُ عُليّة على الأمينِ، فحَكَى قصّةً فيها أنّ إسماعيلَ رَوَى حديث "تَجيءُ البقرةُ وآلُ عِمران كأنّهما غمامتانِ، تُحاجّانِ عن صاحبِهما" (٤)، فقِيلَ له: أَلَهُما لِسانٌ (٥)؟ قال: نعم، فكيف تكلّم؟! فشنّعوا عليه أنّه يقول: القرآنُ مخلوقٌ، وهو لمْ يَقُلْه، وإنّما غَلِطَ، فقال للأمين: أنا تائبٌ إلى الله (٦).

وقال عليُّ بنُ خشرم (٧): قلتُ لوكيعٍ: رأيتُ ابْنَ عُليّة يشرب النَّبِيذَ، حتّى


(١) "تاريخ بغداد" (٧/ ٢٠٥ - ٢٠٧).
قال الذهبي في "السير" (٩/ ١١٧): (هذه حكايةٌ منكرةٌ؛ من جهة أنّ العيشي يرويها عن الحمّادين، وقد ماتا قبل هذه القصة بمُدّة، ولعلّ ذلك أدرجه العيشي).
(٢) تكرّرت كلمة "بهذه" في (ب).
(٣) أسنده الخطيبُ في "تاريخه" (٧/ ٢٠٧) إلى محمّد بن محمّد بن سليمان.
(٤) رواه مسلم في "صحيحه" (رقم ٨٠٤) من حديث أبي أمامة الباهلي .
(٥) كذا في الأصل و (ب) و (ش)، وفي (م): "لسانان".
(٦) "تاريخ بغداد" (٧/ ٢٠٨).
(٧) كذا في الأصل و (م) و (ب)، وفي (ش): "علي بن حزم"، وهو تصحيفٌ.