للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول في حديث نَبْهَان يعني مولى أم سلمة عنها في قوله "أَفَعَمْيَاوانِ أنتما": هذا حديثُ يونس لم يروه غيره.

قال أبو عبد الله: وكان الواقدي رواه عن مَعْمر ثم تبسّم - أي ليس من حديث مَعْمَر - (١).

وقال زكريا بن يحيى السّاجي: محمد بن عمر الواقدي قاضي بغداد مُتَّهم، حدّثني أحمد بن محمد - يعني ابن محرز - سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم نزل ندافع أمر الواقدي حتى روى عن معمر عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة حديث: "أفعمياوان أنتما" فجاء بشيء لا حيلة فيه؛ والحديث حديث يونس لم يروه غيره (٢).

وقال أحمد بن منصور الرَّمادي: قدم علينا علي بن المَدِيني بغداد سنة سبعٍ أو ثمانٍ ومائتين، قال: والواقدي قاضٍ علينا، قال: وكنتُ أَطوف مع سبع فقلتُ: تريد أن تسمع من الواقدي؟ فكان مترويًا في ذلك، ثم قلتُ له بعد، فقال: أردتُ أن أسمع منه فكتب إليَّ أحمد فذكر الواقدي فقال: كيف تستحل أن تكتب عن رجل روى عن مَعْمَر حديث نَبْهَان! وهذا حديثُ يونس تفرّد به!.

قال أحمد بن منصور: فلما قدمت مصر حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد عن عُقَيل عن ابن شهاب، فذكر حديث نَبْهَان، فلما فرغ منه ضحكت، فقال: تضحك؟ فأخبرته بقصة على وأحمد (٣)، قال: فقال لي ابن أبي مريم: إنّ شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزهري.


(١) انظر "تاريخ بغداد": (٤/ ٢٧) ونقله عبد الله عن أبيه في "العلل": (٣/ ٢٦٤).
(٢) انظر "تاريخ بغداد": (٤/ ٢٦).
(٣) تتمة الكلام كما في "تهذيب الكمال" (٢٦/ ١٨٤): وهذا أنت حدّثت عن نافع بن يزيد عن عُقيل وهو أعلى من يونس.