للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال البخاريُّ (١) وغيرُه (٢): مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.

قلتُ: لم أَرَ في النُّسخةِ الّتي بخَطِّ الحافظ أبي عليّ البكري مِن "ثقاتِ ابنِ حبّان" قولَه ((يُخطئُ)). وقال الآجريّ عن أبي داود: صدوقٌ في الحديثِ، وكانَ يتشيّعُ (٣). وجَزَمَ البخاريُّ (٤)، ومُسلمٌ في "الكُنَى" (٥)، وابنُ سعد (٦)، والنَّسائيُّ (٧)، وغيرُهم (٨)؛ بأنّه ابنُ بنت السُّدِّي، فاللهُ أعلمُ.


(١) "التاريخ الكبير" (١/ ٣٧٣).
(٢) كابنِ حبّان في "الثقات" (٨/ ١٠٥)، وابنِ عساكر في "المعجم المشتمل" (ص ٨٢).
(٣) "سؤالات أبي عبيد الآجريّ أبا داود السجستانيّ" (١/ ٢٢٤ - ٢٢٥).
(٤) "التاريخ الكبير" (١/ ٣٧٣). قال ابنُ أبي حاتم في "بيان خطأ البخاريِّ في تاريخه" (ص ١٢): (سمعتُ أبي يقول: ليس هو ابن بنت السُّدِّي، أنا سألتُه، فذكر نسبةً طويلةً).
قال ابنُ العديم في "بغية الطلب" (٤/ ١٨٣٦): (فبانَ أنّ محمدَ بنَ إسماعيل لم ينفرد بهذا القول، وبانَ أنّ إسماعيلَ بن موسى كان يُعرفُ بابن بنت السُّدِّي، وقولُ أبي حاتم الرّازي لا يُشَكُّ فيه، وقد كان بين السُّدِّي وبين إسماعيل بن موسى نَسَبٌ، فيحتمل أن بنتَ السُّدِّي أرضعته، فنُسِبَ إليها، وأنّها رَبَّتْه لما كان بينهما من القرابة، فعُرِفَ بكونه ابنَها، وليس بابنها حقيقةً، وهذا أمرٌ واقعٌ، فإنّ كثيرًا من النّاس ينسبون إلى غير آبائهم بسبب التربية، وقصةُ أسامة بنِ زيد معروفةٌ، وإذا كان معروفًا بابنِ بنت السُّدِّي فلا وجهَ إلى تخطئةِ البخاريِّ، والتصريح بأنّه أخطأ، ولم يُخطئ).
(٥) (١/ ٤٨).
(٦) "الطبقات الكبرى" (٦/ ٤١٢).
(٧) "بغية الطلب" (٤/ ١٨٣٥).
(٨) كابنِ حبّان في "الثقات" (٨/ ١٠٤)، وابنِ عَدِي في "الكامل" (١/ ٥٢٨).