للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الحسين بن فَهْم (١): كنت مع أبي عند يحيى بن أَكْثَم، فجعل سليمانُ الشَّاذَكُوني يعارضه في كل شيء، فقال له يحيى بن أَكْثَم: يا أبا أيوب، لقد حدَّثني سليمانُ بن حرب أن بعض مشايخِ البصرةِ يَكْذِبُ فِي حَدِيْثِه، فقال له الشَّاذَكُوني: ولقد حَدَّثَني سليمانُ بن حرب أن بعضَ قضاةِ المسلمين يفعل فعلًا عذَّب الله عليه قومًا (٢).

وقال القاضي أبو محمدُ بن يوسف: سمعت إسماعيلَ بن إسحاق يقول: كان يحيى بن أَكْثَم أبرأ إلى الله أَكْثَم أبرأ إلى الله من أن يكون فيه شيءٌ ممّا رُمِيَ به من أمر الغِلْمان، ولقد كنتُ أَقفُ على سَرَائِره فأَجِدُه شديدَ الخوفِ من الله، ولكن كانت فيه دُعَابة (٣).

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: لا يُشْتَغَلُ بما يُحْكَى عنه، لأنّ أكثرَها لا يصحُّ عنه (٤).


(١) هو الحسين بن فهم، صاحب محمد بن سعد، قال الحاكم: ليس بالقوي، وكان عسرًا الرواية متمنعًا إلا لمن أكثر ملازمته. ينظر: "ميزان الاعتدال" (١/ ٥٤٥) (٢٠٤١).
(٢) "تاريخ دمشق" (٦٤/ ٨٤) (١٠٨).
(٣) "تاريخ دمشق" (٦٤/ ٨٧) (٨١٠٨).
وهذا هو القول الفصل في أمره عن الذي اتهم، به قال الذهبي في ترجمته في "السير" (١٢/ ١٠): "وكان عبثه بالمرد أيام الشبيبة، فلما، شاخ، أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة، وكان أعور". وقال في موضع آخر: (١٢/ ١٦): "ودُعَابة يحيى مع المرد أمرٌ مشهور، وبعضُ ذلك لا يَثْبُت، وكان ذلك قبل أن يَّشِيْخَ - عفا الله عنه وعنا - ".
وقال محقق السير: (وما إخال أن هذه الأخبار تصحُّ عن قاضٍ كبيرٍ كيحيى بن أكثم، الذي كان إمامًا من أئمة الاجتهاد، مما دفع الخليفة المأمون - وهو مَن هو عِلْمًا ومعرفة - لأن يُوَلّيه قضاء بغداد، ولا سيما أن هذه الأخبار وردت عمن لا يحتج بهم، وقد قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (١٠/ ٣١٦) كان يحيى بن أكثم هذا، من أئمة السنة، وعلماء الناس، ومن المعظمين للفقه والحديث واتباع الأثر).
(٤) (٩/ ٢٦٥ - ٢٦٦).