للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال جَعْفَر بن سَهْل الدَّقَّاق، قلت لعبدِ الله بن أحمد: أبو عبد الله ترك حديث الحِمَّانيّ من أجل الحديثِ الذي ادَّعَى أَنَّه سمعه منِّي عن إسحاق الأَزْرَق؟ فقال عبد الله: ليس هذا العلَّة في تركِهِ حديثَهُ، ولكن حدَّثَ عن قريش بن حيَّان عن بكر بن وائل بحديثٍ، وقُرَيْش مات قبل أن يدخل الحِمَّانيُّ البصرة (١).

وقال الأَثْرَم، قلت لأحمد: ما تقول في ابن الحِمَّاني؟ قال: ليس هو


= وقال ابن القيم: "في ذكر جوامع وضوابط كُلّية في هذا الباب: فمنها أَحادِيثُ الحَمام - بالتخفيف - لا يَصِحُّ منها شيءٌ، ومنها حديث: (كَان يُعْجِبُه النظر إلى الحمام) ". "المنار المنيف" لابن القيم (ص/ ٩٥).
(١) "تاريخ بغداد" (١٦/ ٢٥٨ - ٢٥٩) (٧٤٣٥)، ووردت الحكاية فيه بسياقٍ أتم: "فقال: عبد الله بن أحمد ليس العلَّةُ هذا في ترك حديثه وكذبه، ولكن حَدَّثَ عن قريش بن حيان، عن بكر بن وائل عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب، عن النّبيّ في الأظفار، وقُرَيْش بن حَيَّان مات قبل أن يدخل الحِمَّاني البصرة، وإنما سمعه من وكيع، عن قريش".
ولم أقف على رواية الحِمَّانيّ عن قريش بن حيّان ولكن في "التاريخ الكبير" (٤/ ١٢٨) (٢٢٠١)، و"مسند الإمام أحمد" (٣٨/ ٥٢٢) (٢٣٥٤٢) - واللفظ له - عن وكيع، قال: حدَّثنا قريش بن حيَّان، عن أبي واصل قال: "لقيتُ أبا أيوب الأنصاري فَصَافَحَنِي، فرأى في أَظْفَارِي طولا، فقال: قال رسول الله : "يسأل أحدكم عن خَبَر السماء، وهو يدع أظفاره كأظافير الطَّيْرِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْجَنَابَةُ وَالْخَبَثُ وَالتَّفَثُ" ولم يقل وكيع مرة: الأنصاري، قال غيره: أبو أيوب العتكي قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: سبقه لسانُه يعني وكيعًا، فقال: لقيتُ أبا أيوب الأنصاري، وإنما هو أبو أيّوب العتكيّ.
وهذه الرواية مرسلةٌ، فأبو أيّوب ليس هو الأنصاري صاحب رسول الله كما ذكره أبو حاتم والبيهقي، بل هو أبو أيوب العتكي الأزدي واسمه يحيى بن مالك، وهو تابعي ثقةٌ، ثم فيه جهالة حال أبي واصل. والله أعلم.