قال أبو عيسى: "هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نَعَامة سماعًا من النبي ﷺ ". وفي إسناد الحديثِ سعيد بن سليمان؛ وهو مجهول، تفرَّد بالرواية عنه عمران بن مسلم القصير، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٣٦٥)، وقال: يروي المراسيل. وهذا الحديث هو الذي اعتمد عليه مَن أثبت صحبته، وتَبَيَّن أنه لا يصحّ، ولو صحّ فليس فيه ما يدل على الصحبة؛ كالتصريح بالسماع ونحوه، إلا ما وقع في رواية ابن سعد: "وقد أدرك رسول الله ﷺ "، فهذه الزيادة لو صحّت فإنها لا يستفاد منها ثبوت الصحبة، وغاية ما في الأمر أن يكون له إدراك، فيكون مخضرمًا. والله أعلم. (١) "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٩٢) (١٢٤٧)، ولم أقف على قول البخاري في إثبات صحبته، بل حكى عنه الترمذي أنه أعلَّ حديثه بالإرسال، ولعل أبا حاتم اعتبر قول البخاري: "يزيد بن نعامة الضَّبِّي، عن النبي ﷺ" دليلًا على أن البخاريَّ يرى أنه صحابيٌّ. والله أعلم. (٢) "جامع الترمذي" (الزهد، باب مكرر ما جاء في إعلام الحب، ٤/ ٥٩٩، رقم: ٢٣٩٢)، وكذا قاله أبو القاسم البغوي فيما نقله عنه الحافظ في "الإصابة" (١١/ ٤٣١) (٩٣٥٨).