للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأغرب ابن الجوزي فنقل في "كتاب الضعفاء" (١) عن شعبة أنه قال: لأن أُقْدَمَ فتُضرب عنقي أحب إلي (٢) من أن أقول حدثنا أبو هارون الغنوي، انتهى (٣).

وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما قال ذلك شعبة في حق أبي هارون العبدي، وقد حكاه ابن الجوزي (٤) عنه في ترجمة أبي هارون العبدي عمارة بن جُوَيْن على الصواب، لم يذكر المزي أبا هارون الغنوي لا في الأسماء ولا في الكنى، وحديثه مذكور في صحيح البخاري في أثناء كتاب الجنائز عقب حديث سفيان، عن عمرو بن دينار سمعت جابرا، فذكر قصة موت عبد الله بن أبي، قال سفيان، وقال أبو هارون: "وكان على رسول الله قميصان" الحديث (٥).

وهذا متصل إلى أبي هارون، إلا أنه معضل لأنه لم يكن صحابيًّا، ولا تابعيًّا، وإنما أراد البخاري بإيراده هكذا بيان الفائدة لأجل الزيادة التي فيه، وصنيع المزي يقتضي أنه موسى بن أبي عيسى الخياط، فإنه لم ينسبه في "الأطراف"، إلا أنه ترجم له في آخر المراسيل، فقال: أبو هارون، فذكر هذا الحديث، لكنه ذكر في ترجمة سفيان عن عمرو بن دينار، عن جابر أنه أبو هارون المدني (٦).


(١) الضعفاء والمتروكين (١/ ٤٢)، رقم (٩٠).
(٢) كلمة (إلي) غير مثبتة في (م).
(٣) قال الذهبي: وهاه شعبة فيما قيل، ولم يصح، بل صح أنه حدث عنه. انظر: "ميزان الاعتدال" (١/ ٤٩)، رقم (١٥٢)
(٤) "الضعفاء والمتروكين" (٢/ ٢٠٣)، رقم (٢٤٢٧).
(٥) "صحيح البخاري": كتاب الجنائز، باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة (٢/ ٩٢)، رقم (١٣٥٠).
(٦) "تحفة الأشراف" (١٣/ ٤٤٣)، رقم (١٩٦٠٢).