للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومسروق لم يُدْرك أم رومان، لأنها توفيت على عهد رسول الله ، وكان مسروق يرسل رواية هذا الحديث عنها ويقول: سئلت أم رومان، فوهم حصين فيه إذ جعل السائل لها مسروقًا، إلا أن يكون بعض النَّقلة كَتَب "سألت" بألف فيبرأ حصين من الوهم فيه، على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب، قال: وأخرج البخاري هذا الحديث لما رأى فيه عن مسروق قال: سألت أم رومان، ولم يَظهر له علتُه (١) (٢).

قلت: بل الذي ظهر للبخاري أن هذا كله ليس بعلة، فقد صرح بأن قول من قال: إنها توفيت في حياة النبي وَهْم، وأن قول مسروق: حدثتني أم رومان هو الصحيح، فقال في تاريخيه "الأوسط" و "الصغير" (٣)، لما أن ذكر أم رومان في فصل من مات في خلافة عثمان: روى علي بن زيد، عن القاسم قال: ماتت أم رومان في زمن النبي- سنة ست.

قال البخاري: وفيه نظر، وحديث مسروق أسند (٤).

وقال أبو نعيم الأصبهاني: بقيت بعد النبي دهرا (٥).

وقال إبراهيم الحربي: سمع منها مسروق وعُمْره خمس عشرة سنة، يعني في خلافة عمر، لأن مولد مسروق في السنة الأولى من الهجرة (٦).


(١) انظر: "تهذيب الكمال" (٣٥/ ٣٦٠)، و"إمتاع الأسماع" للمقريزي (٦/ ١٧٩).
(٢) قد تبع الخطيب على هذا وتلقى كلامه بالتسليم القاضي عياض، والسهيلي، والعلائي، والمزي وغيرهم، انظر: "الروض الأنف" (٧/ ٣٥)، و "تهذيب الكمال" (٣٥/ ٣٦٠ - ٣٦١)، و"جامع التحصيل" (ص) (٢٧٧)، و"هدى الساري" (ص ٣٧١).
(٣) هذه الكلمة (والصغير) غير مثبتة في (م).
(٤) انظر: "التاريخ الأوسط" (١/ ٣٦٩ - ٣٧٢).
(٥) انظر: "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص ٢٣١).
(٦) انظر: "جامع التحصيل" (ص ٢٧٧)، و"تحفة التحصيل" (ص ٢٩٩).