للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي دون هَذا ما يسقُطُ عدالة الإنسان، ولقد دخلتُ حمص (١)، وأكبر همِّي شأنُ بَقِيَّة، فتتبعتُ أحاديثه وكتبتُ النُّسخَ على الوجه، وتتبعتُ ما لم أجد بعلو، -يعني بنزول- فرأيْته ثِقَةً مأمونًا، ولكنه كان مدلِّسًا، دلَّس عن عبيد الله بن عمر، ومالك، وشُعبة ما أخذه عن مثل (٢) المجاشع بن عَمْرٍو، والسريّ بن عبد الحميد، وعُمر بن مُوسَى الميتمي، وأشباههم، فروى عن أولئك الثِّقَات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء الضُّعَفَاء عنهم، فكَان يَقُول: قَالَ عبيد الله، وقَالَ مالك، فحَمَلوا عن بَقِيَّة، عن عبيد الله، وعن بَقِيَّة، عن مالك، وأسْقط الواهي بينهما، فأُلْزق الوَضْعُ ببَقِيَّة، وتخلص الواضع من الوسط، وامتُحن بَقِيَّةُ بتلاميذ له كَانوا يسقطون الضعفاء من حَدِيثه ويسوُّونه، فالتزق ذَلِك كلُّه (٣) به" (٤).

وأورد ابن حبَّان له، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عَبَّاس أحاديث منها: (تَرِبُّوا (٥) الكتابَ) (٦) .......................


(١) كتب الحافظ هذا الكلام في اللحق الأيسر، وفي نهايته كتب: (يتلوه الحاشية اليمنى)، ثم أكمله في الحاشية التي في اليمين.
(٢) في (ش) (متن)، والمثبت من الأصل.
(٣) سقطت (كله) من (ش). في (م)، والمثبت من الأصل.
(٤) "المجروحين" (١/ ٢٠٠ - ٢٠١).
(٥) التتريب: تجفيف كتابة الصحف الرطبة بوضع التراب علَيْها. ومعناه: أمِروا التراب عَليْه بعد كتابته. فيض القدير للمناوي (٣/ ٣١٥).
(٦) وتمامه: (تَرِّبُوا الكتاب؛ فإنه أنجحُ للحوائج، وإذا طلبتُم الحوائجَ فاطلُبوها إلى حِسَان الوجوه، وسَلُوا الله الهدَى، وسلوهُ مع الهدى هدايةَ الطَّرِيق، وسلوا اللهَ السدادَ، وسلوه مع السدادِ تسديدَ السَّهْم).
"سنن ابن ماجه" (٤/ ٦٩٦) رقم: (٣٧٧٤)، وابن أبي شَيْبَة في "المُصنّف": رقم: (٢٦٨٩٤)، وفي (كتاب "الأدب") رقم: (١٣٧)، قالَ ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حَدِيث؛ رواه بَقِيَّة بن الوَلِيد، عن ابن جريج عن عَطَاء، عن ابن عَبَّاس مرْفُوعًا فذكره. قَالَ: قَالَ أَبي: هَذَا حَدِيث باطل.