للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فإن احْتجَّ محْتجٌّ بأنَّ شُعْبة والثَّوْريّ رويَا عنْهُ، قُلْنا؛ الثَّوْريّ ليس مِنْ مَذْهَبِهِ تَرْكُ الرِوَايَة عَنِ الضُّعَفاء، وأمَّا شُعْبة وغيره؛ فإنَّهم رَأَوْا عِنْدَه أشياء لم يَصْبِرُوا عنها، وكتبوها لِيَعْرِفُوها، فَرُبَّما ذَكرَ أَحدُهُمْ عنه الشَّيءَ بعْدَ الشَّيءِ، على جهةِ التَّعجُّبِ) (١).

وأخْبرني ابنُ فارِسٍ قَالَ: "حَدَّثَنَا مُحمَّد بن رافِعٍ قَالَ: رَأَيْت أَحْمَد بنَ حَنْبَل فِي مَجْلِسِ يَزِيد بن هَارُون، ومعه كتَاب زُهَيْرٍ، عن جَابِر الجعفيِّ، فقلت له: يا أبا عبد الله تَنْهَوْنا عَنْ جَابِرٍ وتكتبونه؟ قَالَ: لنعرفه" (٢).

وقَالَ المَيْمُونِيُّ: "سَمِعْت أَحْمَد يَقُول: كَان ابنُ مَهْدِي، والقَطَّان لا يُحَدِّثّانِ عن جَابِرٍ بشيء، وكان أهلَ ذلك" (٣).

وقَالَ الأثرم: "قلت لأحْمَد: كيف هُو عندك؟ قَالَ: ليس له حكمٌ يُضطرُّ إليه" (٤).

ويَقُول سألت، سألت، ولعلَّهُ سأل، فقَالَ أَحْمَد بنُ الحَكَمِ لأَحْمَد (٥): "كَتَبْتُ أَنَا وأنت عَنْ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ، عن مُحمَّد بن الحَسَنِ الوَاسِطِيّ، عن مِسْعَرٍ، قَالَ: كُنتُ عند جَابِر، فجاءه رَسُول أبي حَنِيفَة؛ ما تقول في كذا وكذا؟ فقَالَ: سَمِعْت القَاسِم بنَ مُحمَّد، وفلانا وفلانا، حَتَّى عَدَّ سَبْعةً. فلمَّا مَضَى الرَّسُول قَالَ جَابِر: إن كانوا قالوا (٦) ...........................


(١) "المجروحين" (١/ ٢٠٩).
(٢) شرح علل التِّرْمذِيّ (ص ١٣٠).
(٣) "الضعفاء" للعقيلي (١/ ١٩٥).
(٤) المصدر نفسه.
(٥) في (ش) سقط لفظ: (لأحْمَد).
(٦) "الضعفاء" للعقيلي (١/ ١٩٥).