للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اللهم أنت أمتَّه فأمت سنته، أتانا أُخَيْفِشُ (١) أُعَيْمِشُ (٢) قصير البنان، والله ما عرَق له عِذارٌ (٣) في سبيل الله قط، فمد كفا كبره فقال بايعوني وإلا ضربت أعناقكم (٤).

وقال عبد الله أحمد بن في الزهد: حدثني الحسن بن عبد العزيز، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أشعث الحداني، وكان يقرأ للحجاج في رمضان: قال رأيته في منامي بحالة سيئة فقلت: يا أبا محمد ما صنعت؟ قال: ما قتلت أحدًا بقِتلةٍ إلا قُتلت بها، قلت: ثم مه؟ قال: ثم أمر به إلى النار، قلت: ثم مه؟ قال: أرجو ما يرجو أهل لا إله إلا الله، فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: إني لأرجو له، فبلغ قولُ ابن سيرينَ الحسنَ فقال: أما والله ليُخلِفَن الله رجاءه فيه (٥).


(١) في "القاموس المحيط" (ص ٥٩٣): والخفش، محركة: صغر العين، وضعف البصر خلقة، أو فساد في الجفون بلا وجع، أو أن يبصر بالليل دون النهار، وفي يوم غيم دون صحو.
وفي "النهاية في غريب الحديث" (٣/ ٤٢): أخيفش العينين: هو تصغير الأخفش، من الخفش، وهو فساد في العين يضعف منه نورها، وتغمص دائما من غير وجع. اهـ بتصرف يسير.
(٢) الأعيمش: تصغير أعمش، من العمش، محركة، وهو: ضعف البصر مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات. انظر: "القاموس المحيط" (ص ٥٩٩).
(٣) العذار هو اللجام، والمقصود أنه لم يجاهد في سبيل الله ولا حرك لذلك خيله. انظر: "القاموس المحيط" (ص ٤٣٧).
(٤) ذكره الزبير بن بكار في "الأخبار الموفقيات" (ص ٣٠) من قوله، وأورده عبد الغني بن سعيد في (المتوارين) بسند آخر فيه عمرو بن عبيد (ص ٤٦)، وذكره غير واحد من المصنفين بصيغة التمريض. انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (٤/ ١٥٧).
(٥) لم أجد هذا الأثر في المطبوع من الزهد برواية عبد الله، وقد أفاد المحقق أن المخطوط فيه نقص، ولعل هذا الأثر من الجزء الذي لم يصلنا. انظر الزهد تحقيق يحيى بن محمد السوس، ط. دار ابن رجب.