للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمد فلاماه على الكتاب الذي وضع في الإرجاء، فقال لزاذان: يا أبا عمرو لوددت إني كنت مت ولم أكتبه (١).

وقال خليفة: مات سنة تسع وتسعين أو مائة، كذا قال في الطبقات (٢).

وقال في التاريخ: مات سنة إحدى ومائة (٣)، وقيل غير ذلك في وفاته.

قلت: المراد بالإرجاء الذي تكلم الحسن بن محمد فيه غير الإرجاء الذي يعيبه أهل السنة المتعلق بالإيمان، وذلك أني وقفت على كتاب الحسن بن محمد المذكور، أخرجه ابن أبي عمر العدني في كتاب الإيمان له في آخره، قال حدثنا إبراهيم بن عيينة، عن عبد الواحد بن أيمن، قال: كان الحسن بن محمد يأمرني أن أقرأ هذا الكتاب على الناس: أما بعد، فإنا نوصيكم بتقوى الله، فذكر كلامًا كثيرًا في الموعظة والوصية بكتاب الله واتباع ما فيه وذكر اعتقاده، ثم قال في آخره: ونوالي أبا بكر وعمر ونجاهد فيهما، لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة، فنكل أمرهم إلى الله، إلى آخر الكلام (٤).

فمعنى الإرجاء الذي تكلم فيه الحسن: أنَّه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى أن الأمر فيهما (٥).


(١) "تاريخ دمشق" (١٣/ ٣٨١).
(٢) "الطبقات" لخليفة بن خياط (ص ٢٣٩).
(٣) الذي في المطبوع من "تاريخ خليفة بن خياط" (ص ٣٢٥) أنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
(٤) "الإيمان" لابن أبي عمر العدني (ص ١٤٥ - ١٤٨).
(٥) يتبين من كلام الحافظ ابن حجر أن الإرجاء الذي وقع فيه الحسن بن محمد بن علي لا علاقة له البتة في الإرجاء من حيث حقيقة الإيمان، وعلاقة العمل به، وكونه نعتًا على المخالف في مسألة الإيمان، وإنما هو إرجاء متعلق بمجرد التوقف في الحكم =