للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بعضُ الناسِ على الكشفِ من "الكاشفِ" الذي اختصره منه الحافظُ أبو عبد الله الذّهبيّ (١)، ولما نظرتُ في هذه الكتبِ وجدتُ تراجمَ "الكاشفِ" إنّما هي كالعنوان، تتشوّف (٢) النفوسُ إلى الاطّلاعِ على ما وراءه، ثم رأيتُ للذَّهبيِّ كتابًا سمّاه "تذهيب التهذيب"، أطال فيه العبارةَ، ولم يَعْدُ ما في "التهذيبِ" غالبًا، وإن زاد ففي الأحايين بعض وفيات بالظنّ والتخمين، أو مناقب لبعض المترجَمين، مع إهمالِ كثيرٍ من التوثيق والتجريحِ اللّذين عليهما مدارُ التضعيفِ والتصحيحِ.

هذا وفي "التهذيبِ" عددٌ من الأسماء لم يُعرِّف الشيخُ بشيءٍ من أحوالِهم، بل لا يزيدُ على قولِه "روى عن فلان، روى عنه فلان، أخرج له فلان"، وهذا لا يَروي الغُلّة، ولا يشفي العِلّة، فاستخرتُ الله تعالى في اختصارِ "التهذيبِ" على طريقةٍ أرجو الله أن تكون مستقيمةً، وهو أنّني أقتصرُ على ما يُفيدُ الجرحَ والتعديلَ خاصّة، وأحذفُ منه ما أطالَ به الكتابَ من الأحاديثِ التي يخرجها من مرويّاتِه العاليةِ من الموافقاتِ (٣) والأبدالِ (٤) وغيرِ


(١) هو الحافظ المؤرخ الكبير شمس الدين، أبو عبد الله، محمّد أحمد بن عثمان بن قايماز، التركمانيّ الأصل، الفارقيّ، ثم الدّمشقيّ، المعروف بالذّهبي، توفّي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. انظر ترجمته في: "الوافي بالوفيات" (٢/ ١١٤ فما بعدها) لتلميذه الصّفدي، و "الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (٣/ ٣٣٦ فما بعدها) للحافظ ابن حجر.
(٢) في (ش): "تتشوق".
(٣) جمع الموافقة، وتعني في اصطلاح أهل الحديث: الوصول في حديثٍ إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريق ذلك المصنف بعددٍ أقل مما لو روي الحديث بعينه من طريقه. انظر: "معرفة أنواع علم الحديث" (ص (٢٥٨) لابن الصلاح، و"نزهة النظر" (ص ١٤٣) لابن حجر.
(٤) جمع البدل، وهو في اصطلاح أهل الحديث: الوصول في حديث إلى شيخِ شيخِ أحد المصنفين من غير طريق ذلك المصنّف بعددٍ أقل مما لو روي الحديث بعينه من طريقه. =