للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذلك من أنواعِ العلوّ، فإنّ ذلك بالمعاجمِ (١) والمشيخاتِ (٢) أشبهُ منه بموضوعِ الكتابِ، وإنْ كان لا يلحقُ المؤلّفَ من ذلك عابٌ (٣)، حاشا وكلّا، بل هو - واللهِ - العديمُ النظير، المطّلعُ التّحريرُ، لكنّ العُمْرَ يسيرٌ، والزمانَ قصيرٌ، فحذفتُ هذا جملةً، وهو نحو ثُلُثِ الكتاب، ثمّ إنّ الشيخَ قَصَدَ استيعابَ شيوخِ صاحبِ التّرجمةِ، واستيعابَ الرواةِ عنه، ورتّبَ ذلك على حروفِ المعجمِ في كلّ ترجمة، وحصل من ذلك على الأكثرِ، لكنّه شيءٌ لا سبيلَ إلى استيعابِه ولا، حصرِه، وسببُه انتشارُ الرواياتِ (٤) وكثرتُها وتشعّبُها وسعتُها، فوجد المتعنَّتُ (٥) بذلك سبيلًا إلى الاستدراكِ على الشيخِ بما لا فائدةَ فيه جليلة ولا طائلة فإنّ أجلّ فائدةٍ في ذلك هو في شيءٍ واحدٍ، وهو إذا اشتهر أنّ الرجلَ لم يروِ عنه إلا واحد، فإذا ظفر المفيدُ له براوٍ آخر أفادَ رفْعَ جهالةِ عين ذلك الرجلِ برواية راويين عنه، فتتبّعُ مثلِ ذلك


= المصدران السابقان - معرفة أنواع علم الحديث (ص ٢٥٨ - ٢٥٩)، و"نزهة النظر" (ص ١٤٤) -.
(١) يُريد الحافظ بالمعاجم: "معاجم الشيوخ"، وهي الكتب التي يجمع فيها مؤلِّفوها مشايخَهم، مرتّبين على حروف المعجم، ويُوردون خلالها نماذج من مرويّاتهم العالية عنهم. وانظر: "معجم علوم الحديث النّبويّ" (ص ٢٢٢).
(٢) جمع المشيخة، وهي: كتابٌ يجمع فيه مؤلِّفُه أسامي شيوخه على حروف المعجم أو دون ترتيب، ويذكر بعض مرويّاته عنهم. انظر: "كتب المشيخات" (ص ١١ - رسالة علمية) للدكتور صالح الزّبيديّ.
(٣) العاب بمعنى العيب يُقال: (عابَه عيْبًا وعابًا) إذا نسبه إلى العيب وجعله ذا عيب.
انظر: "مقاييس اللغة" (٤/ ١٨٩) لابن فارس، و"لسان العرب" (١/ ٦٣٣) لابن منظور.
(٤) كذا في (م)، وفي (ش) والأصل: "المرويات".
(٥) يُشير المؤلف بذلك إلى العلّامة مغلطاي في كتابه "إكمال تهذيب الكمال" (١/ ٥)؛ فقد ذكر في مقدّمته أنه يستدرك قليلًا على المزّي في شيوخ المترجَم وتلاميذه؛ لئلا يُعتَقد أنه استوفى ذِكْرهم جميعًا.