للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والتنقيب عليه مُهمٌّ، وأما إذا جئنا إلى مثلِ سفيانَ الثوريِّ، وأبي داود الطّيالسيّ، ومحمد بن إسماعيل، وأبي زرعةَ الرّازي، ويعقوب بن سفيان، وغيرِ هؤلاء ممّن زاد عددُ شيوخِهم على الألف، فأردْنا استيعابَ ذلك تعذّرَ علينا غايةَ التعذُّرِ، فإنِ اقتصرْنا على الأكثرِ والأشهرِ بطل ادّعاءُ الاستيعابِ، ولا سيّما إذا نظرْنا إلى ما رُوِيَ لنا عمّن (١) لا ندفعُ قولَه أنّ يحيى بن سعيد الأنصاريّ - راوي حديثَ الأعمالِ (٢) - حدّث به عنه سبعمائة نفس، وهذه الحكايةُ ممكنةٌ عقلًا ونقلًا، لكنْ لو أردنا أن نتتبّع مَنْ روى عن يحيى بن سعيد فضلًا عمَّنْ روى هذا الحديث الخاص عنه لما وجدنا (٣) (٤) هذا القدرَ ولا ما يقاربه.

فاقتصرتُ مِن شيوخِ الرجلِ ومِن الرواةِ عنه - إذا كان مُكثرًا - على الأشهرِ، والأحفظِ، والمعروفِ.


(١) أعلم عليها في (م) بعلامة الزهرة، وكتب في الحاشية قبالتها: (أبو موسى المديني)، ولعل الأقرب أنّ المراد بذلك هو الحافظ أبو إسماعيل الأنصاري الهروي، فقد قال المؤلف في "فتح الباري" (١/ ١١): (وروى أبو موسى المديني عن بعض مشايخه مذاكرةً عن الحافظ أبي إسماعيل الأنصاري الهروي قال: كتبته من حديث سبعمائة من أصحاب يحيى).
(٢) يعني حديث "إنما الأعمال بالنيات"؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (رقم ١)، ومسلمٌ في "صحيحه" رقم (١٩٠٧)، وأبو داود في "سُننه" (رقم ٢١٩٤)، والترمذيُّ في "جامعه" (رقم ١٦٤٧) وقال: حسنٌ صحيحٌ، والنسائيُّ في "الكبرى" (رقم ٧٨) و"الصغرى" رقم (٧٥)، وابنُ ماجه في "سُننه" (رقم ٤٢٢٧)، في آخرين، كلُّهم من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن محمد بن إبراهيم التّيميّ، عن علقمة بن وقاص اللّيثيّ، عن عمر بن الخطاب مرفوعًا.
(٣) قوله: (لما وجدنا) ليس مثبتًا في متن الأصل، وإنما هو في موضع إلحاقة الوجه ب من الورقة الأولى، وهو مثبت في متن (م) و (ش).
(٤) من هنا يَبدأ رسمُ المؤلّف - الحافظ ابن حجر -، وتُستأنف الإحالةُ على نسختِه.