للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السماع، حسن اللُّقِيّ، أدرك الناس، لم يتهم بلون من الألوان، ولم يلتبس بشيء، أحسنَ ملكةَ نفسه ولسانه، ولم يطلقه على أحد فسلِمَ حتى مات (١).

وقال ابن المبارك: دخلت البصرة؛ فما رأيت أحدًا أشبه بمسالك الأُوَل من حماد بن سلمة (٢).

وقال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيهًا أفصحَ من عبد الوارث، وكان حمادُ بن سلمة أفصحَ منه (٣).

وقال شهاب بن المعمَّر البلخي: كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له (٤).

وقال عفان: قد رأيت من هو أعبدُ من حمادِ بن سلمة، ولكن ما رأيت أشدَّ مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله من حماد سلمة (٥).

وقال ابن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدًا، ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا (٦).

وقال ابن حبان: كان من العباد المجابين الدعوة في الأوقات، ولم


(١) "الكامل" لابن عدي (٣/ ٣٥٦ - ٣٥٧).
(٢) المصدر السابق (٣/ ٣٥٦).
(٣) "أخبار النحويين البصريين"، للحسن السيرافي (ص ٣٤).
(٤) "الكامل" لابن عدي (٣/ ٣٤٨)، قال ابن منظر في لسان العرب (١١/ ٤٩): والأبدال: قوم من الصالحين بهم يقيم الله الأرض .. لا يموت منهم أحد إلا قام مكانه آخر، فلذلك سموا أبدالًا .. قال ابن السكّيت: سمي المبرزون في الصلاح أبدالًا لأنهم أبدلوا من السلف الصالح. اهـ
وهذا يوضح أن المقصود هو صلاح الرجل واستقامته بغض النظر عن كونه يولد له أو لا، والله أعلم.
(٥) "سير السلف الصالحين لقوام السنة الأصبهاني" (٣/ ٩٨٨ - ٩٨٩).
(٦) المصدر السابق (٣/ ٩٨٨).