للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: وقال الخطيب في "المتفق": (رأيتُ شيخًا يشار إليه بالفهم والمعرفة، جمع أخبار الخليل العروضي، فأدخل فيه أحاديث هذا، ولو أمعن النظر لعلم أن المسندي وابن أبي سَمِينة والعنبري يصغرون عن إدراك العروضي) (١) انتهى.

وقد جزم البخاري في "التاريخ": بأن عبد الله المسندي، سمع من الخليل بن أحمد النحوي (٢)، ولم يترجم البخاري للمزني (٣).

وفرق بينهما: النسائي، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهم (٤).

وهو الصواب.

وأما قول الخطيب: أن المسندي ما أدرك الخليل النحوي، فهو ظاهر بالنسبة إلى ما أرخ به الخطيب وفاة الخليل، فإن أقدم شيخ للمسندي وهو: فضيل بن عياض، مات بعد الخليل بمدة طويلة، تزيد على عشر سنين، لكن البخاري أعلم بشيخه المسندي من غيره، فقد أثبتَ الحافظ أبو الفضل الهروي، في مَن يقال له الخليل بن أحمد ثالثًا (٥)، وتبعه على ذلك ابن الجوزي في: "التلقيح" (٦)، وابن الصلاح في: "علوم الحديث"، فقال:


(١) في: "المتفق والمفترق" (٢/ ٨٧٠).
(٢) في: "التاريخ الكبير" (٣/ ٢٠٠).
(٣) بل ترجم له، ولكن في غير رواية العذري، كما أُشير إلى ذلك في: "مخطوطة التاريخ الكبير" قاله محققه، وطبعت الترجمة في: (٣/ ٢٠٠/ ٦٨٤).
(٤) قول النسائي في: "المتفق" للخطيب (٢/ ٨٧٠)، وقول ابن أبي حاتم في: "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٨٠)، وقول ابن حبان في: "الثقات" (٨/ ٢٢٩ - ٢٣٠)، وكذا فرق بينهما الخطيب في: "المتفق".
(٥) في: "المعجم في مشتبه أسامي المحدثين" (ص ١٠٨).
(٦) في: "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص ٤٤٧).