وقال ما نَصُّه: قال الفَرَبْرِيُّ: قال أبو جعفر: حَدَّثْتُ أبا عَبدِ الله؛ فقال: سمعتُ أبا أحمد بنَ عاصم يقول: سمعتُ أبا عُبيدٍ يقول: قال الأصمعيُّ وأبو عَمْرو وغيرُهما: "جَذْر قُلُوبِ الرِّجالِ" الجَذْرُ: الأصلُ مِنْ كُلِّ شيء، والوَكْتُ: أَثَرُ الشيءِ اليسيرُ منه. في النُّسخةِ التي شَرَحَها القسطلانيُّ زيادةٌ نَصُّها: والمَجْلُ: أَثَرُ العَمَل فِي الكَفَّ إذا غَلُظَ) انتهت الحاشية. وانظر: "إرشاد الساري" (٩/ ٢٨٦). وأبو جعفر - الذي رَوَى عنه الفَرَبْرِيُّ هُنا - هو: مُحمَّد بنُ أبي حاتم البُخاريّ؛ وَرَّاقُ المؤلِّفِ الإمامِ البُخاريّ؛ أي الذي يَكْتُبُ له كُتُبَه. وقولُه: (حَدَّثْتَ أبا عَبدِ الله) = يُريدُ الإمامَ البُخاريُّ مُحمَّد بنَ إسماعيل، قال ابن حجر: وحَذَفَ ما حَدَّثَه به لعدم احتياجِه له حينئذٍ. والقائلُ (سمعتُ أبا أحمد بن عاصم) هو: البُخاريُّ. وأبو عُبيد هو: القاسم بن سَلام؛ الإمام المشهور صاحب كتاب "غريب الحديث". والأصمعيُّ هو: عبد الملك بن قُرَيْب. وأبو عَمْرو هو: ابن العلاء. وقوله: (وغيرهما) = يُريد، به سفيان الثوري. انظر: "فتح الباري" (١١/ ٣٣٤)، و"إرشاد الساري (٩/ ٢٨٦). ويُلاحظُ ممَّا تقدَّم: ١ - أنَّ ما جاء في رواية أبي ذَرٍّ عن المُسْتَمْلِي = ليس حديثًا، وإِنَّما هو بيانٌ لمعاني بعض الكلمات الغريبة الواقعة في حديث حذيفة ﵁. فرَوَى البُخاريُّ هذا البيان عن أبي أحمد بن عاصم، عن أبي عُبيدٍ القاسم بن سَلَّام، عن الأصمعيّ وأبي عَمْرو وغيرِهما. وأمَّا حديثُ حذيفة ﵁: فقد رواه البُخاريُّ عن مُحمَّد بن كثير [العَبْديّ البصريّ ثقة]، عن سفيان [الثوريّ]، عن الأعمش عن زيد بن وهب [الجهني مُخَضْرَم ثقة جليل]، عن حذيفة ﵁ قال: حدَّثنا رسولُ الله ﷺ حديثَيْنِ، رأيتُ أحدَهما وأنا أنتظرُ الآخَرَ؛ حدَّثنا: "أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجالِ، ثمَّ عَلِمُوا مِنَ القرآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ. . ." الحديثَ. وبه يتبيَّن أنَّ قولَ الحافظِ في النَّصِّ أعلاه: (رَوَى عنه البُخاريُّ حديثًا واحدًا. .) وهمٌ، والصَّوابُ أنه مِنْ تفسيرِ الغريب.=