بمعنى: أنَّ الإمامَ البُخاري لم يَرْوِه إلَّا بعد أنْ حَدَّثَه وَرَّاقُه أبو جعفر بشيءٍ لم يُفْصَحْ عنه في النَّقْلِ المذكورِ؛ فهو بالمذاكرةِ أشبهُ منه بالاحتجاج. ويُؤيِّدُه: انْفَرادُ روايةِ المُسْتَمْلِي وَحْدَها بذِكْرِه، دون سائرِ رواياتِ "الصحيح" على كثرتِها. ٣ - وجهةٌ أخرى يجدرُ التنبيهُ لها؛ وهي: أنَّ الذي في الطبعة السُّلطانية، وكذا في "إرشاد الساري" (٩/ ٢٨٦)؛ أنَّ البُخاريَّ قال: (سمعتُ أبا أحمد بنَ عاصم يقول). ويُفْهَمُ منه أنَّ هذا الراوي كُنْيتُه أبو أحمد، ولم يذكر البُخاريُّ اسمَه. فقد يكون غيرَ المترجَم له ههنا، والله تعالى أعلم. (١) "التاريخ الكبير" (٢/ ٥)، و"التاريخ الأوسط" (٢/ ٣٥٦)، وكذا أرّخه ابن حبّان في "الثقات" (١٢٨). (٢) "الجرح والتعديل" (٢/ ٦٦ - ترجمة البلخي). (٣) (٨/ ١٢ - ترجمة البلخي). (٤) يؤيّد ذلك: أنّ ابنَ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٦٦) وابنَ حبّان في "الثقات" (٨/ ١٢ و ٢٠) قد فرّقا بينهما؛ فذكرا من عبادة الأنطاكيّ وزهده ما لم يذكراه في البلخيّ، وكنّيا الأنطاكيَّ بأبي عبد الله، والبلخيَّ بأبي محمّد.