للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن الأخرم: نحن لا نشكُ في اختلاطه بعد الخمسين، وإنّما ابتُلي بعد خروج مسلمٍ مِن مصر (١).

وقال الدارقطني: تكلَّموا فيه (٢).

فمِمّا أُنكرُ عليه: حديثُه عن عَمِّه، عن عيسى بن يونس بسندِه (٣) الآتي في ترجمةِ نُعيمِ بن حمّاد (٤)؛ فإنّ الحديثَ المذكورَ إنّما يُعرف به، وسَرَقَه منه جماعةٌ


= غَلِط ووَهِم، والدّليلُ على ذلك أنّ المشايخَ الذّين تَرَكَ أبو عبد الله الروايةَ عنهم في "الجامع الصحيح" قد رَوَى عنهم في سائر مصنّفاتِه، كأبي صالح وغيرِه، وليس له عن ابن أخي ابن وهب رواية في موضعٍ، فهذا يدلّ على أنّه لم يكتبْ عنه، أو كَتَبَ عنه ثمّ تَرَكَ الروايةَ عنه أصلًا، والله أعلم).
(١) نَقَلَ ذلك عن ابن الأخرم: تلميذُه الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (٤/ ١٣١ - ١٣٣) - عند ذكره الرواة الذين عِيبَ على مسلم بن الحجاج الحديثُ عنهم في "المسنَد الصحيح" -؛ ومما قاله ابن الأخرم بعد ذلك: (والدليل عليه أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها العقل وأهل الصنعة؛ من تأملها منهم علم أنَّها مخلوقة أُدخلت عليه فقبلها)، ثم ذكر خمسةً منها، وقال: (وقد عرض عليه أبو بكر محمد بن إسحاق منها عدة، وأنكر بعضها، وأقر له بالبعض)، ثم قال: (فأما أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس - رحمنا الله وإياه - فحدثونا عن أبيه: أن محمدًا عرض كتاب أبيه إليه على أحمد بن عبد الرحمن يسأله الرجوع عن أحاديث منها، فثبت عليه ولم يرجع عنه.
فما يشبه حال مسلم معه إلا حال المتقدمين من أصحاب سعيد بن أبي عروبة؛ أنهم أخذوا عنه قبل الاختلاط، فكانوا فيها على أصلهم الصحيح، فكذا مسلم أيضًا أخذ عنه قبل تغيره واختلاطه) اهـ.
وابن الأخرم هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري؛ يُعرف بابن الأخرم، وله "مستخرجٌ على صحيح الإمام مسلم"، توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمئة. انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٤٦٦ - ٤٧٠).
(٢) سؤالات السّلمي للدارقطني (ص ٢٨٩).
(٣) سقطت كلمة "بسنده" من (م)، وهي مثبتة في الأصل و (ش).
(٤) انظر: الترجمة رقم (٧٦١١).