للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال البخاريُّ: يتكلَّمون فيه لأشياءَ لقَّنُوه (١).

وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبا زُرعة عنه، فقال: لا يُشْتَغل به، قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلًا صالحًا قيل له: كان سفيان يُتَّهم بالكذب؟ قال: نعم (٢).

وقال أيضًا: سمعت أبي يقول: كَلَّمني فيه مشايخ من أهل الكُوفة، فأتيتُه مع جماعة من أهل الحديث، فقلت له: إن حقَّك واجب علينا، لو صُنْتَ نفسَك، واقتصرتَ على كُتُب أبيك لكانت الرِّحلة إليك، فكيف وقد سمعت؟ فقال: وما الذي يُنْقَم عليَّ؟ قلتُ: قد أدخل وَرَّاقك ما ليس من حديثك بين حديثك. قال: فكيف السَّبيل في هذا؟ قلتُ تَرْمِي بالمُخرَّجات (٣) وتقتصر على الأصول، وتُنَحِّي هذا الوَرَّاق، وتدعو بابن كَرَامة وتُوَلِّيه أصولَك؛ فإنه يُوثَق به فقال: مقبولا منك. قال: فما فعل شيئًا ممَّا قاله، وبلغني أن وَرَّاقَه كان يستمع علينا الحديث، فَبَطَل الشَّيخُ، وكان يحدِّث بتلك الأحاديث التي أُدخلت بين حديثه (٤).

قال عبد الرَّحمن: سُئِل أبي عنه، فقال: ليِّن (٥).


(١) "التاريخ الأوسط" (٤/ ١٠٥٦).
(٢) "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٣١)، وقال البرذعي في "سؤالاته" لأبي زرعة (ص ١٤٠): قلت لأبي زرعة: سفيان بن وكيع كان يتهم بالكذب؟ قال: الكذب كبير. ثم قال لي أبو زرعة: كتبت عنه شيئًا؟ قلت: لا. قال: استرحت قال أبو زرعة: كان وراقه نقمة، كان يعمد إلى أحاديث من أحاديث الواقدي فيجيء بها إليه، فيقول: قد أصبت أحاديث عن أسامة بن زيد، فلان وفلان، فاكتبها بخطك حتى ندخلها فى الفوائد؛ فتحملها على الشيوخ الثقات، حتى قال يومًا: قد بلغت الفوائد ألفي حديث.
(٣) المخرَّجات: يعني ما خُرِّج لها في حواش الكتاب، وليست من الأصل.
(٤) "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٣١ - ٢٣٢).
(٥) المصدر السابق (٤/ ٢٣١).