للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ثقة، من خيار عباد الله الصالحين (١).


= أبي بكر بن أبي الخُصيب، عن أحمد بن حنبل بهذا اللفظ.
وأخرج قبله من طريق محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا جدي يعقوب، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقوله: (صفوان بن سليم يُستسقى بحديثه)، دون قوله: (وينزل القطر من السماء بذكره).
ثم أسنَدَ عن أبي بكر الأثرم أنه قال: (قال من حَضَرنا أن أبا عبد الله قال: "من الثقات - أي: صفوان بن سليم - ممَّن يُستسقى بحديثه"، ولم أحفظ أنا هذا). "تاريخ دمشق" (٢٤/ ١٣٤).
فإن صحَّ هذا القول عن الإمام أحمد - فهو من عبارات التوثيق الدالَّة على فضل الراوي وعدالته، ولاشك أنَّ سير الصالحين وذكر أحوالهم وأحاديثهم وأخبارهم من جملة العلم النافع الذي تنزل به السكينة والرحمات.
قال الإمام أحمد -: سمعت سفيان بن عيينة - يقوله: (تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين، قيل له: عمَّن أخذتَهُ؟ قال: عن العلماء) "الزهد" للإمام أحمد (ص ٥٤٤)، وجاءت من كلام الإمام أحمد نفسه - كما في كتاب "الورع" رواية المروذي (ص ٨٦).
وقال سفيان الثوري -: (عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة). "جامع بيان العلم وفضله" (٢/ ١١١٨).
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (٤/ ٤٠٨) بسند صحيح من طريق أبي العباس السراج، قال: (سمعت محمد ابن منصور الطوسي يقول: نازلت قومًا من أصحاب الفضيل بن عياض فيما يذكرونه من كرامة المؤمن على الله، فقلت: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، فمطرنا في تلك الساعة).
وقال أبو عمرو ابن الصلاح -: (ومن أقرب الوجوه في إصلاح النيةِ فيه، ما روينا عن أبي عَمرو إسماعيل بن نجيد أنه سأل أبا جعفر أحمد بن حمدانَ فقال له: بأي نية أكتب الحديث؟ فقال: "ألستم تروون أنه عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟ قال: نعم. قال: فرسول الله رأسُ الصالحين") "علوم الحديث" (ص ٤٢٨)، والله أعلم.
تنبيه: قوله (ألست تروون): أما المرفوع فلا أصل له كما قاله المصنف في كشف الخفاء (٢/ ٧٠)، وتذكرة الموضوعات (ص ١٩٣).
(١) "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٤٩٥).