ثانيًا: لم يرد عن أحدٍ من الأئمة اتهامهم صفوان بن سليم - بالقدر، وفيهم مَن لازَمَهُ وخبَر حديثَهُ وحَالَه ولو كان ثابتًا القول بالقدر عليه لنُقل عنهم لما عُلم من حرصهم وشدة تحريهم. ثالثًا: قد ثبت عن صفوان بن سليم - مجانَبَتُهُ وشِدَّته على من يرى القدر، فقد أخرج العُقَيلي في "الضعفاء" (٢/ ٦٩٣) في ترجمة عبد الله بن أبي لبيد، وكان ممن يرى القدر: (قال عبد العزيز بن محمد: كان صفوان بن سُليم لا تَمُرُّ جنازةٌ إلا ذهب فصلى عليها، فمرت به جنازة فاتكأ على يدي، فلما بَلَغ الباب سأل: من هي؟ قالوا: عبد الله بن أبي لبيد، فرجع ولم يصلِّ عليه، قال عبد العزيز: كان والله مجتهدًا في العبادة، ولكنه كان يُتَّهَمُ بالقدر). وقال ابن حبان: (ولم يشهدْ صفوان بن سليم جنازَتَهُ لأنَّه كان يُرْمَى بالقدر) "الثقات" (٥/ ٤٦). وقال ابن عدي بعد أن نقل الأثر السابق: (وأما صفوان بن سُلَيم حيث لم يصلِّ عليه؛ إنما لم يصل عليه لأجل ما كان يُرْمى بالقدر) "الكامل" (٤/ ٢٤١)، وعليه فنِسْبَتُهُ لمذهب القدرية لا تثبت بحال، والله تعالى أعلم. (١) "تاريخ دمشق" (٢٤/ ١٣٧) ولكن لم يذكر: (سنة اثنتين وثلاثين). (٢) "الطبقات الكبرى" (٧/ ٥١١). (٣) "الطبقات" (ص ٢٦١). (٤) "تاريخ دمشق" (٢٤/ ١٢٦ - ١٣٧).