للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق: حدثني صفوان بن سُلَيم سنة اثنتين وثلاثين ومائة (١).

وفيها أرّخ وفاته الواقديُّ، وابن سعد (٢)، وخليفة (٣)، وأبو عُبَيد (٤)،


= أولًا: أنه من طريق عمر بن محمد بن عيسى الجَوهري المعروف بالسَّذَابِي، وقد تفرد عن المُفضل الغلابي بهذا القول، وعمرُ هذا قال عنه الخطيب البغدادي: (في حديثه بعض النُّكرة) "تاريخ بغداد" (١٣/ ٧٤).
ثانيًا: لم يرد عن أحدٍ من الأئمة اتهامهم صفوان بن سليم - بالقدر، وفيهم مَن لازَمَهُ وخبَر حديثَهُ وحَالَه ولو كان ثابتًا القول بالقدر عليه لنُقل عنهم لما عُلم من حرصهم وشدة تحريهم.
ثالثًا: قد ثبت عن صفوان بن سليم - مجانَبَتُهُ وشِدَّته على من يرى القدر، فقد أخرج العُقَيلي في "الضعفاء" (٢/ ٦٩٣) في ترجمة عبد الله بن أبي لبيد، وكان ممن يرى القدر: (قال عبد العزيز بن محمد: كان صفوان بن سُليم لا تَمُرُّ جنازةٌ إلا ذهب فصلى عليها، فمرت به جنازة فاتكأ على يدي، فلما بَلَغ الباب سأل: من هي؟ قالوا: عبد الله بن أبي لبيد، فرجع ولم يصلِّ عليه، قال عبد العزيز: كان والله مجتهدًا في العبادة، ولكنه كان يُتَّهَمُ بالقدر).
وقال ابن حبان: (ولم يشهدْ صفوان بن سليم جنازَتَهُ لأنَّه كان يُرْمَى بالقدر) "الثقات" (٥/ ٤٦).
وقال ابن عدي بعد أن نقل الأثر السابق: (وأما صفوان بن سُلَيم حيث لم يصلِّ عليه؛ إنما لم يصل عليه لأجل ما كان يُرْمى بالقدر) "الكامل" (٤/ ٢٤١)، وعليه فنِسْبَتُهُ لمذهب القدرية لا تثبت بحال، والله تعالى أعلم.
(١) "تاريخ دمشق" (٢٤/ ١٣٧) ولكن لم يذكر: (سنة اثنتين وثلاثين).
(٢) "الطبقات الكبرى" (٧/ ٥١١).
(٣) "الطبقات" (ص ٢٦١).
(٤) "تاريخ دمشق" (٢٤/ ١٢٦ - ١٣٧).