وأورد بعض أهل العلم احتمالًا، وهو أن يكون محمد بن حَسَّان في هذا الحديث هو محمد بن سعيد المصلوب المعروف بوضع الحديث، وقد أشار لهذا الاحتمال المزيُّ في "التهذيب" (٢٥/ ٥٥)، والذهبيُّ في "الميزان" (٤/ ٨٥)، وأنَّ مَرْوان بن معاوية قد دلَّسه، وهذا الاحتمال هو الأقرب للصواب؛ لما يلي: أولًا: من المعلوم أنَّ جَدَّ محمد بن سعيد المصلوب اسمه حَسَّان، وقد وُجِدَ من دلَّس اسمه فقال: (محمد بن حسان)، قال ابن أبي حاتم في بداية ترجمة محمد بن سعيد المصلوب: (ويقال: ابن أبي حسَّان، ويقال: ابن حسَّان) "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٦٢)، وذكر هذا أيضًا الذهبي فقال: (وقد غيروا اسمَهُ على وجوهٍ؛ سترًا له، وتدليسًا لضعفِهِ، فقيل: محمد بن حسان فنسب إلى جَدِّهِ). "ميزان الاعتدال" (٤/ ١٢٩). ثانيًا: أن مروان بن معاوية قد اشتهر بتدليس أسماء الشيوخ، لاسيما محمد بن سعيد المصلوب قال العُقيلي بعدما ساق حديثًا لمروان عن عبد الرحمن بن أبي شُميلة: (ولا أُبْعِد أن يكون عبد الرحمن بن أبي شُمَيلة هذا هو محمد بن سعيد المصلوب؛ لأن مروان بن معاوية يغير اسمه على أنواعٍ كثيرة) "الضعفاء الكبير" (٢/ ٥١٤). ثالثًا: نص العُقيلي أن مروان بن معاوية الفزاري ممَّن كان يدلس اسمَ محمد بن سعيد المصلوب إلى محمد بن حسان؛ فقال في ترجمته: في ترجمته: (وهُم يُغَيِّرُون اسمه إذا حدَّثوا عنه؛ فمروان الفزاري يقول: محمد بن حَسَّان. . .) "الضعفاء الكبير" (٤/ ١٢٣٢). وإلى هذا الاحتمال جَنحَ الحافظ عبد الغني بن سعيد في هذا الحديث فرجَّحَ أنَّ معاوية قد دَلَّس فيه، ثم ساق الحديث بإسناده في كتابه: "إيضاح الشك" كما حكاه عنه أبو الطيب العظيم آبادي في "عون المعبود" (١٤/ ١٨٩). وبعد ما تقدم يكون الأقرب في حال هذا الحديث أنَّه موضوع، فقد تفرَّدَ به محمد بن سعيد المصلوب، قال الإمام أحمد -: (عمدًا كان يضع). "الضعفاء الكبير" للعقيلي (٤/ ١٢٣٢)، وقال النَّسَائِي: (الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة) وذكر منهم محمد بن سعيد هذا. "تهذيب الكمال" (٢٥/ ٢٦٦). وفي ختان المرأة أحاديث عدةٌ: عن أنس بن مالك، وعن علي بن أبي طالب، وابن عمر =